(٩) الحديث التاسع :
حديث المنزلة.
في مسند أحمد ، من عدة طرق ، وفي صحيح البخاري ومسلم من عدة طرق : أن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا خرج إلى تبوك ، استخلف عليّا أمير المؤمنين في المدينة ، وعلى أهله ، فقال الإمام عليّ : ما كنت أوثر أن تخرج في وجه إلّا وأنا معك ، فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنه لا نبيّ بعدي (١)؟ وتوضيح الاستدلال هو أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أثبت للإمام عليّ جميع مراتب هارون من موسى واستثنى النبوة ويبقى الباقي على عمومه ، ومن جملة المنازل أنه كان خليفة لموسى عليهالسلام بدليل قوله تعالى : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (٢) فكان خليفة في حياته فيكون خليفة بعد وفاته لو عاش ، لكنه لم يعش ، والإمام عليّ عاش ، فتكون خلافته ثابتة.
قال الناصب (٣) خفضه الله :
هذا ـ حديث المنزلة ـ من روايات الصحاح ، وهذا لا يدل على النصّ كما ذكره العلماء ، ووجه الاستدلال به أنه نفى النبوة من عليّ وأثبت له كل شيء ، ومن جملته الخلافة. ثم أجاب الفضل عن هذا : بأنّ هارون لم يكن خليفة بعد موسى ، لأنه مات قبل موسى على نبينا وآله وعليهالسلام ، بل المراد استخلافه بالمدينة حين ذهابه إلى تبوك كما استخلف موسى هارون عند ذهابه إلى الطور لقوله تعالى : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) ، وأيضا يثبت به لأمير المؤمنين فضيلة الأخوة والموازرة لرسول الله في تبليغ الرسالة وغيرهما من الفضائل وهي مثبتة يقينا لا شك فيه.
__________________
(١) صحيح مسلم ج ٤ / ١٠٨ بطريقين ، وصحيح البخاري ج ٤ / ٥٧٧ كتاب الفضائل ، ومسند أحمد ج ١ / ١٧٠ و ١٧٣ و ١٧٥ و ١٨٥ ومسند أبي داود ج ١ / ٢٩ ، صحيح الترمذي ج ٢ / ٣٠ ، أسد الغابة ج ٤ / ٢٦ وج ٥ / ٨ ، خصائص النسائي ص ١٥ ، كنز العمال ج ٦ / ٤٠٢ ، ذخائر العقبى ص ١٢٠ ، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٠٩ ، إحقاق الحق ج ٥ / ١٣٢.
(٢) سورة الأعراف : ١٤٢.
(٣) هو الفضل بن روزبهان الأشعري.