بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً) (١). فأجاب الله سبحانه مسألته وأعطاه سؤله في ذلك وبلّغه أمنيته حيث يقول : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (٢).
وقال تعالى حاكيا عن موسى (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) (٣) فلما جعل رسول الله عليّا منه بمنزلة هارون من موسى ، أوجب له لذلك جميع ما عددناه ، إلّا ما خصّه العرف من الأخوة ، واستثناه هو من النبوة لفظا ، وهذه فضيلة لم يشرك فيها أحد من الخلق أمير المؤمنين عليهالسلام ولا ساواه في معناها ولا قاربه فيها على حال.
ولو علم الله عزوجل أن لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذه الغزاة حاجة إلى الحرب والأنصار لما أذن له في تخليف أمير المؤمنين عليهالسلام عنه حسب ما قدّمناه ، بل علم أن المصلحة في استخلافه ، وأن إقامته في دار هجرته مقامه أفضل الأعمال ، فدبّر الخلق والدين بما قضاه في ذلك وأمضاه على ما بيّناه وشرحناه» (٤).
(١٠) الحديث العاشر :
حديث خيبر وإعطائه صلىاللهعليهوآلهوسلم الراية للإمام عليّ عليهالسلام.
في مسند أحمد ، من عدة طرق ، وصحيحي البخاري ومسلم ، من طرق متعددة ، وفي الجمع بين الصحاح الستة أيضا :
عن عبد الله بن بريدة ، قال : سمعت أبي يقول : حاصرنا خيبر ، وأخذ اللواء أبو بكر ، فانصرف ، ولم يفتح له ، ثم أخذه عمر من الغد ، فرجع ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله : إني دافع الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، لا يرجع حتى يفتح الله له.
__________________
(١) سورة طه : ٢٥ ـ ٣٣.
(٢) سورة طه : ٣٦.
(٣) سورة الأعراف : ١٤٢.
(٤) إرشاد المفيد ص ١٤١ من الفصل ٤٣ من الباب ٢.