قمت على رجلي قائما ، رجاء أن يدعوني ، فقال : «ادعوا لي عليّا» فصاح الناس من كل جانب إنه أرمد رمدا لا يبصر موضع قدمه ، فقال : «أرسلوا إليه وادعوه» فأتي به يقاد ، فوضع رأسه على فخذه ثم تفل في عينيه ، فقام وكأنّ عينيه جزعتان ، ثم أعطاه الراية ودعا له فخرج يهرول هرولة ، فو الله ما بلغت أخراهم حتى دخل الحصن ... فركّز الراية ، فخرج إليه مرحب ، فبارزه فضرب رجله فقطعها وسقط ، وحمل الإمام عليّ عليهالسلام والمسلمون عليهم فانهزموا.
قال أبان : وحدّثني زرارة قال : قال الإمام الباقر عليهالسلام : انتهى إلى باب الحصن وقد أغلق في وجهه ، فاجتذبه اجتذابا وتترّس به ، ثم حمله على ظهره ، واقتحم الحصن اقتحاما ..» (١).
وعن الصدوق في أماليه بإسناده عن عبيد الله بن موسى الحبّال ، عن محمّد بن الحسين الخشّاب ، عن محمّد بن محصن ، عن ابن ظبيان ، عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام أن أمير المؤمنين عليهالسلام قال في رسالته إلى سهل بن حنيف رحمهالله والله ما قلعت باب خيبر ورميت به خلف ظهري أربعين ذراعا بقوة جسدية ، ولا حركة غذائية ، لكني أيدت بقوة ملكوتية ، ونفس بنور ربها مضيئة (مضية خ ل) وأنا من أحمد كالضوء من الضوء ، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لمّا وليت ، ولو أمكنتني الفرصة من رقابها لمّا بقيت ، ومن لم يبال متى حتفه عليه ساقط فجنانه في الملمات رابط (٢).
قال الناصب خفضه الله :
أقول : حديث خيبر صحيح ، وهذا من الفضائل العليّة لأمير المؤمنين عليهالسلام لا يكاد يشاركه فيها أحد ، كم من فضائل مثل هذا؟ والعجب أن كل هذه الفضائل يرويه من كتب أصحابنا ويعلم أنها في غاية الاهتمام بنشر مناقب أمير المؤمنين عليه
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٢١ / ٢١ ح ١٧ ، نقلا عن أعلام الورى ومثله ما رواه أحمد زيني دحلان في هامش السيرة الحلبية ج ٢ / ١٩٨ ، والمناقب لابن المغازلي ص ١٧٩ رقم ٢١٣.
(٢) بحار الأنوار ج ٢١ / ٢٦ ح ٢٥ ، نقلا عن أمالي الصدوق.