«اللهم إنك أخذت مني عبيدة يوم بدر ، وحمزة يوم أحد ، فاحفظ عليّ اليوم عليا ، ربّ لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين» (١).
(١٢) الحديث الثاني عشر :
حديث سد الأبواب إلا باب الإمام عليّ عليهالسلام.
في مسند أحمد ، من عدة طرق : أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بسدّ الأبواب إلّا باب عليّ ، فتكلم الناس ، فخطب رسول الله فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإني أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ ، فقال فيه قائلكم ، والله ما سددت شيئا ولا فتحته ، وإنما أمرت بشيء فاتّبعته (٢).
قال الناصب خفضه الله :
«كان المسجد في عهد رسول الله متصلا ببيت رسول الله وكان عليّ ساكن بيت رسول الله لمكان ابنته ، وكان الناس من أبوابهم في المسجد يترددون ويزاحمون المصلين ، فأمر رسول الله بسد الأبواب إلا باب عليّ ، وقد صح في الصحيحين أن رسول الله أمر بأن يسدّ كل خوخة في المسجد إلّا خوخة أبي بكر ، والخوخة الباب الصغير ، فهذا فضيلة وقرب حصل لأبي بكر وعليّ».
يرد عليه :
إن أراد بقوله : إن عليّا أمير المؤمنين كان ساكن بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنه كان ساكن الحجرة المخصوصة بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأزواجه ، فهذا كذب ظاهر ، وإن أراد : أنه كان ساكنا في بعض الحجرات العشر التي كان للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فهذا مسلّم ، ولكنه لا يقتضي عدم سدّ بابه لو كانت المصلحة في سدّ الأبواب الباقية رفع مزاحمة
__________________
(١) شرح ابن أبي الحديد ج ١٩ / ٦١ وبحار الأنوار ج ٢٠ / ٢١٥.
(٢) مسند أحمد ج ١ / ١٧٥ وج ٤ / ٣٦٩ ، مستدرك الحاكم ج ٣ / ١٢٥ وخصائص النسائي ص ١٣ ، صحيح الترمذي ج ٢ / ٣٠١ ، الدر المنثور ج ٦ / ١٢٢ ، الصواعق المحرقة ص ٧٦ ، وكنز العمال ج ٦ / ١٥٥ ، أسد الغابة ج ٣ / ٣١٤ ، إحقاق الحق ج ٥ / ٥٤١.