قال لي : يا أنس أتدري ما جاءني به جبرائيل من عند صاحب العرش؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ (١).
فإن إعراض النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أبي بكر وعمر دليل على عدم أهليتهما لها ، وأنه من سخط عليهما ، لطلبهما ما لا يليق بهما ولذا قال أبو بكر «هلكت» وكذا قول عمر مثله ، فيه دلالة على عدم أهليتهما كما قلنا للتزويج بسيّدة النساء ، فإن منعهما دون الإمام عليّ عليهالسلام بأمر الله كاشف عن أن النظر في أمرها راجع إلى الله سبحانه مع وجود أبيها سيّد المرسلين الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما عرفه عمر حيث قال «إنه ينتظر أمر الله فيها» وليس ذلك إلّا لعظم شأنها عند الله تعالى وكرامتها عليه فلا يزوّجها إلّا بمن هو أهل لها ويليق بقدرها الرفيع ، فزوّجها في السماء بسيّد أوليائه وهو أدل دليل على فضله على الشيخين بل على سائر العالمين عند الله تعالى وعند رسوله ، والأفضل أحق بالإمامة.
(٢٢) الثاني والعشرون :
حديث : كسر الأصنام وردّ الشمس لأمير المؤمنين عليّ عليهالسلام.
روى الجمهور ، من عدة طرق : أن رسول الله حمل الإمام عليّا عليهالسلام حتّى كسّر الأصنام من فوق الكعبة (٢) ، وأنه لا يجوز على الصراط إلّا من كان معه كتاب بولاية عليّ بن أبي طالب(٣).
وأنه عليهالسلام ردت له الشمس بعد غيابها ، حيث كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوحى إليه ورأسه في حجر مولانا عليّ فلم يصلّ العصر حتّى غربت الشمس ، فدعا له
__________________
(١) المناقب للخطيب الخوارزمي ص ٢٣٤ وإحقاق الحق ج ٦ / ٥٩٦.
(٢) خصائص النسائي ص ٣١ ، مسند أحمد ج ١ / ٨٤ و ١٥١ ، كنز العمال ج ٦ / ٤٠٧ عن عدة من الحفّاظ ، ومستدرك الحاكم ج ٢ / ٣٦٦ وج ٣ / ٥.
(٣) المناقب لابن المغازلي ص ٢٤٢ ، الفرائد للحمويني ، ميزان الاعتدال ج ١ / ٢٨ ، ينابيع المودة ص ١١١ ، لسان الميزان ج ١ / ٤٤ و ٥١ و ٧٥ ، كنز الحقائق ص ٥١ ، تاريخ بغداد ج ١٠ / ٣٥٦.