(٤) إن السبب في عدم تناقل القضية بكثرة في الكتب هو غلظة عمر بن الخطاب ومنعه من كتابة وتدوين الأحاديث وتهديده بالحبس أو القتل لكل من فعل ذلك ، بغضا ونصبا عداوة للعترة الطاهرة ، وكذا استنّ بسنته كل من جاء بعده لا سيّما معاوية ومن حذا حذوه ، منعوا نشر الفضائل حتّى لا يتمسّك أحد من الناس بأهل البيت عليهمالسلام ، وما زال الحال إلى يومنا هذا. هذا مضافا إلى عنصر الأمية الذي كان يتصف به عامة الناس آنذاك مما يصبغ على القضية التاريخية صفة الحفظ في الصدور بحيث أدى إلى تناسي الناس فضائل أمير المؤمنين عليّ خوفا أو عنادا لا سيّما ما هو صريح في إمامته عليه أفضل التحية والسلام.
وقد دلت الأخبار من مصادرنا أن ردّ الشمس للإمام عليّ كان شائعا في عهد الرسول وقد نظر إليها أهل (١) المدينة.
الإيراد الثاني :
إن خصوصيات روايات ردّ الشمس متنافية من وجوه وهو يكشف عن كذب الواقعة ، فقد ورد في بعضها (٢) إن الشمس طلعت حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض ، وبعضها (٣) حتى توسطت السماء ، وبعضها (٤) حتّى بلغت نصف المسجد ، وهذا دال على أن ذلك بالمدينة (٥) ، وكثير من الأخبار يدل على أنه بالصهباء (٦) في غزوة خيبر ، كما أن بعضا منها يدل على أن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم كان يوحى إليه (٧) ، وبعضها
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٤١ / ١٧٣.
(٢) بحار الأنوار ج ٤١ / ١٦٧ ح ٢.
(٣) بحار الأنوار ج ٤١ / ١٧١ ح ٨.
(٤) بحار الأنوار ج ٤١ / ١٧٧ ح ١١ وص ١٧٤ ح ١٠ وص ١٧٩ ح ١٥ ، وإحقاق الحق ج ٥ / ٥٢٦.
(٥) بحار الأنوار ج ٤١ / ١٧٣ ح ٩.
(٦) بحار الأنوار ج ٤١ / ١٦٧ ح ٢ ، وإحقاق الحق ج ٥ / ٥٢٣ و ٥٣٣.
(٧) بحار الأنوار ج ٤١ / ١٦٧ ح ٢ وص ١٧١ ح ٨ ، وإحقاق الحق ج ٥ / ٥٢٢ ـ ٥٢٧.