لم تغرب وإنما دنت وقاربت الغروب ، فردها له ليدرك فضيلة الصلاة في أول وقتها (١).
لكنه مردود : وذلك لأن ردّ الشمس إلى وقت الفضيلة ليس فيه دلالة عرفية على الرجوع ، ولا أحد يلتفت إلى رجوعها إلى وقت فضيلة العصر ، اللهم إلّا إذا قاربت على المغيب فحينئذ تدل على ما ادّعاه السيّد المرتضى عليه الرحمة ، لكنّ هذا التأويل الذي تبنّاه السيّد طبقا لما ورد في خبر واحد يناهض الأخبار التي دلت على أن الشمس غربت بالكامل.
(٢) إن تنافي الخصوصيات ـ على القول بوجودها ـ لا يوجب كذب أصل الواقعة ، وإنما يقتضي الخطأ في الخصوصيات ، إذ لا ترى واقعة تكترث طرقها إلّا واختلف النقل في خصوصياتها ، حتى في قصة انشقاق القمر كرامة لرسول الله وإعجازا له ، حيث تصف الرواية بأن القمر صار فرقتين على جبلين ، وفي رواية أخرى بأنه انشق فلقتين ، فلقة من وراء الجبل وفلقة دونه ، وفي صحيح البخاري : فلقة فوق الجبل ، وفلقة دونه ، على أنه لا تنافى بين تلك الخصوصيات لأن المراد بجميع الخصوصيات كما في رجوع الشمس إلى وقت صلاة العصر لكن وقعت المبالغة في بعضها بأنها توسطت السماء ، والمبالغة غير عزيزة في الكلام ، كما أن وقوع ردّ الشمس في غزوة خيبر لا ينافي بلوغها نصف المسجد ، كما لا تنافي بينها لصحة حمل نوم النبيّ على غشية الوحي والاستيقاظ على تسربه ، ولذا عبّر عنه في بعض الأخبار بالاستيقاظ بعد ذكر نزول جبرائيل وتغشي الوحي للنبيّ.
كما أن تقسيم الغنائم هو الحاجة التي وقعت قبل شغل الإمام عليّ عليهالسلام بالنبيّ لا في عرضه (٢) ، وهكذا في سائر الخصوصيات التي يتوهم تنافيها.
الإيراد الثالث :
تصف الأخبار بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسدّ رأسه على فخذ أمير المؤمنين أو في حجره ، سواء أكان للنوم كما في الخبر الضعيف أم لتلقي الوحي المباشري ، فإن
__________________
(١) هذا الوجه للسيّد المرتضى في تنزيه الأنبياء ، نقله عنه في البحار ج ٤١ / ١٨٩.
(٢) دلائل الصدق ج ٢ / ٢٩٩.