إشكال :
قلتم إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لم يصلّ العصر حتى فاتته حسبما جاء في الأخبار المتضافرة ، في حين أن هناك أخبارا أخرى دلت على أنه عليهالسلام صلّى موميا ، فيقع التعارض حينئذ فإما أن يتساقطا معا أو نرجّح إحداهما على الأخرى أو نأخذ بهما معا ، فكيف الحل؟
الجواب :
أما التساقط فغير وارد أصلا للعلم بتحقق أصل الواقعة ، وأما ترجيح إحداهما على الأخرى فممكن لا سيّما المتظافرة منها والتي دلت على أن الصلاة فاتته ، لأن الخبر الواحد لا يعارض المستفيض والمتواتر ، فيقدم الثاني على الأول في حال عدم القدرة على الجمع ، وبما أننا قادرون على ذلك فنحمل الطائفة التي نفت عنه الصلاة على الصلاة من قيام ، فأراد النبيّ ـ بأمر من الله تعالى ـ أن يستوفي الإمام عليهالسلام أفعال الصلاة برد الشمس له لتكون فضيلة ودلالة على عظم شأنه ومحل كرامته من الله ورسوله.
وقد دل على ذلك «ما ورد من أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال للإمام عليّ عليهالسلام لمّا انتهى من الوحي : فاتتك العصر؟».
قال : صلّيتها قاعدا إيماء ، فقال : ادع الله يردّ عليك الشمس حتى تصليها قائما في وقتها ، فإنه يجيبك لطاعتك الله ورسوله فسأل الله في ردها فردت عليه حتى صارت في موضعها من السماء وقت العصر فصلّاها ثم غربت» (١).
الإيراد الرابع :
ما أورده ابن تيمية (٢) من أن نوم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد صلاة العصر وهو مكروه لا يفعله النبيّ ، وهو أيضا تنام عيناه ولا ينام قلبه ، فكيف يفوّت على عليّ صلاته ، ثم
__________________
(١) إحقاق الحق ج ٥ / ٥٣٦ نقلا عن أرجح المطالب ص ٦٨٦ ط / لاهور.
(٢) منهاج السنة.