ليدرك ما فاته من فضل الصلاة فشرف انخراق العادة والفضيلة تنقسم بينهما.
فقد دلت الأخبار على أن الله ردّها لأنه عليهالسلام حبس نفسه على طاعة الله ورسوله ، وكل النصوص تشير إلى هذا المعنى لقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
«إن عليّا كان على طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ..» (١) وفي أكثرها لفظ: «اللهم اردد الشمس على عليّ بن أبي طالب».
من هنا يعلم أيضا أن فائدة ردّ الشمس لمولانا المرتضى عليّ عليهالسلام للتدليل على علو فضله على عامة الخلق ، ودلالته على إمامة أمير المؤمنين أجلى من الشمس لأنه من أعظم الأدلة على الاهتمام بشأنه وفضله على جميع الأصحاب بما لا يحلم أن يناله أحد منهم.
وأما خبر كسر الأصنام فقد أخرجه الحاكم في المستدرك وصحّحه عن الإمام عليّ حيث قال : «لمّا كانت الليلة التي أمرني رسول الله أن أبيت على فراشه وخرج من مكة مهاجرا انطلق بي رسول الله إلى الأصنام ، فقال : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول الله على منكبي ثم قال : انهض فنهضت به فلمّا رأى ضعفي تحته قال : «اجلس فجلست فأنزلته عني وجلس لي رسول الله ، ثم قال لي يا عليّ اصعد ، فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول الله وخيل لي أني لو شئت نلت السماء وصعدت إلى الكعبة» الحديث ، ونحوه في مسند أحمد ج ١ / ٨٧ لكن من دون تعيين الليلة ، وكذا في كنز العمال ج ٦ / ٤٠٧ نقلا عن ابن أبي شيبة وأبي يعلى في مسنده وابن جرير والخطيب.
وروي عن أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام قال : دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو بمنزل خديجة ذات ليلة ، فلما صرت إليه قال : اتّبعني يا عليّ ، فما زال يمشي وأنا خلفه ونحن نخرق دروب مكة حتى أتينا الكعبة وقد أنام الله كلّ عين ، فقال لي رسول
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٤١ / ١٦٦ ـ ١٨٥ باب ١٠٩ ومناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي ، الرياض النضرة للطبري ج ٢ / ١٧٩ ، ومشارق الأنوار في سير النبيّ للكازروني ص ١١٠ ، وأرجح المطالب ص ٦٨٧ ، وإحقاق الحق ج ٥ / ٥٢٢ ـ ٥٣٩ ، وإعلام الورى ص ١٨٠.