يسأل عنه بعد الوحدانية والرسالة لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأحق ما يحتاج إلى معرفته في الجواز على الصراط ، لأن من لا يعرف إمامة إمامه مات ميتة جاهلية ، بخلاف سائر الواجبات فإن من لا يلتزم بها لا يخرج عن الدين ما دام غير منكر لها إذ ليست من أصوله.
إن قيل : لعلّ المراد بالولاية في الأخبار الحب ، لا الإمامة كما يدّعي الشيعة.
قلنا : دعوى كون الولاية هي الحب بعيدة ، وإن كان حبّه واجبا وأجرا للرسالة ، اللهم إلّا بلحاظ الملازمة بين الحب الخالص والإقرار بإمامته إذ لا ينكرها بعد وضوح أمرها إلّا من يميل عنه ، مع أن السؤال عن حبّه وتوقف الجواز على الصراط على ودّه دليل على أن له دون سائر الصحابة منزلة عظمى ومرتبة توجب ذلك لفضله عليهم والأفضل أحق بالإمامة.
وقد نقل في الينابيع القول بإرادة الحب من الولاية عن الحاكم والأعمش ومحمّد بن إسحاق صاحب كتاب المغازي ، ويشهد لهم الأخبار الكثيرة الدالة على السؤال عن حب أهل البيتعليهمالسلام ، منها ما في الينابيع عن الثعلبي وابن المغازلي بسنديهما عن ابن عبّاس وعن الترمذي وموفق بن أحمد بسنديهما عن أبي برزة الأسلمي ، وعن موفق أيضا بسنده عن أبي هريرة ، وعن الحاكم بسنده عن أبي سعيد ، وعن الحمويني بسنده عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وعن المناقب بسنده عن الإمام الباقر عليهالسلام قالوا :
(قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا تزول قدم عبد عن قدم حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ـ وفي رواية : وعن شبابه ـ وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه وعن حبنا أهل البيت).
ولا ريب أن المراد من حبّهم عليهمالسلام الملازم للاعتقاد بإمامتهم والأخذ منهم ، لا الحب المجرد من كل ذلك إذ لا يسمّى حبا في الحقيقة ، قال تعالى : (قُلْ إِنْ