الإيراد الخامس عشر :
تشكيكه بما ذكره «المؤتمر» من عدم صحة إيمان الخلفاء الثلاثة ، ونسبه إلى الطائفة الإمامية الاعتقاد بإيمان وإسلام هؤلاء ، قال : «إنّ هذا الاعتقاد لم يسجّله الشيعة ـ كطائفة ـ في كتبهم الاعتقادية ، ولا وقفوا عنده في تكوين البنية العقيدية وبلورة مفرداتها» (١).
يرد عليه :
أولا : لقد فنّدنا هذه المقالة في البحوث اللاحقة ، ونقول بالإجمال : إنّ الإمامية لا يعتقدون بإيمان هؤلاء أصلا ، فهناك الكثير من الآيات والنصوص المتواترة والقطعية الدالّة على عدم إيمانهم ، نعم هم مسلمون ، فالإيمان شيء والإسلام شيء آخر (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٢). ويكفي في إثبات عدم إيمانهم إنكارهم للنصّ ونصبهم وعداوتهم لأهل البيت عليهمالسلام .. ولو أردنا استعراض كلمات محققي الإمامية على هذه المسألة لطال بنا البحث.
ثانيا : دعوى القول بعدم إثبات الشيعة لهذا الاعتقاد في كتبهم الاعتقادية غير سديدة ، وذلك لأن كلّ من تطرّق لمسألة الخلافة ودفع النّص تعرّض إلى إيمان أو كفر من جحده ونصب العداوة لأهل البيت عليهمالسلام ، بل إلقاء نظرة سريعة على أخبارنا المتواترة والمبثوثة في كتاب الكافي والمقنعة والتهذيب والحدائق والبحار وغيرها يرى بوضوح أن للمسألة جذورا في كتبنا الاعتقادية ـ وقد ذكرنا ذلك في كتاب الفوائد البهيّة ج ١ / ٢٥ الجهة الثانية ـ ومن لم يذكرها فلديه عذره إمّا لتقيّة ، وإمّا حرصا على مراعاة المشاعر والأحاسيس.
__________________
(١) مأساة الزهراء عليهاالسلام ج ١ / ٣٧١.
(٢) سورة الحجرات : ١٤.