فعدم تسجيل الشيعة هذا الاعتقاد ـ لو سلّمنا بفرضية هذا الطرح وهو غير دقيق ـ في كتبهم لا يلازم الاعتقاد بإيمان اولئك النواصب الكفرة.
ثالثا : إنّ دعوى مصاهرة النبي لهم لمجرد إيمان بناتهم بحاجة إلى إثبات تاريخيّ من مصادرنا وهو غير موجود ، وإنما كان زواجه منهنّ سياسيا أو تأليفا للقلوب وما شابه ذلك .. نعم ، التظاهر بالإيمان شيء ووجوده في كيانهنّ شيء آخر! ..
الإيراد السادس عشر :
إيراده على الاستدلال بحديث «لا تجتمع أمّتي على خطأ» على صحّة قتل الناس عثمان بن عفان حيث إنّ العلويّ حكم على عدم إيمان عثمان بهذا الحديث ، فقال صاحب الإيراد : «والحديث الشريف إنما يدلّ على استحقاقه للعقوبة ، ولا يدلّ على إجماعهم على عدم إيمانه»(١).
والجواب :
أولا : من أين أثبت صاحب الإيراد أنّ الحديث «شريف» مع كونه ضعيفا لا يتلاءم مع ما ذهبت إليه الإمامية من أنّ الإجماع بنفسه ليس حجّة ما لم يكشف عن رأي المعصوم عليهالسلام!! ..
ثانيا : إنّ استناد العلويّ على عدم إيمان عثمان بهذا الحديث ليس مبتنيا عليه وحده بل لما كان كفره سائدا في الأوساط المسلمة يوم ذاك ، ويكفي ما كانت تردّده عائشة : «اقتلوا نعثلا فقد كفر» فعلام حكمت عائشة بكفر عثمان؟! وعلام اجتمعت الأمّة على قتله؟! وهل الكفر أن يجحد الإنسان ربّه فقط أو أنّ له مصاديق كثيرة كان عثمان يتّصف ببعضها على أقل تقدير؟! ..
__________________
(١) مأساة الزهراء عليهاالسلام ج ١ / ٣٧٣.