تمهيد
يقول المفتقر إلى لثم أقدام المعصومين العبد محمّد بن جميل بن عبد الحسين بن يوسف حمّود: إنّي لما رأيت ما آل إليه حال جمّ غفير من المسلمين وخاصّة ما انجرف وراءه أكثر من يدّعون التشيع لآل بيت الرسول ، فكان قولهم مخالفا لرأي أئمتهم ، ودينهم تهزّه الأهواء السياسية البحتة والتي مبدؤها العاطفة لا العقل والبرهان .. ولمّا لحظت ضعف الدّين واعتلاء الأكثر أكتف الحقّ بأرجل الباطل .. ولمّا كان ما كان على ساحات الإسلام وعلى وجه الخصوص ساحتنا اللبنانية من هرج ومرج صنّاعه بعض الحمقى من عبدة الاستعمار وعصرنة الشريعة السمحاء .. فردّا على أولئك السّادة الكبراء .. المطلقين لشعارات التشهير وحملات الرمي بالزندقة لمن لم يوالهم وكان لهم مترئسا في خندق الدفاع عن مذهب آل بيت العصمة .. فلمّا كان ذلك ، كان الردّ واجبا والبرهان أوجب ، فشمّرت عن ساعد الحقّ وأمسكت بقلم التشيّع البهيّ عليّ أسطّر بضع مواقف في وجه هؤلاء تكون لي نبراسا به استضيء يوم تسودّ وجوه وبه أنجو يوم تزلّ أقدام ..
ثم أنّ مهمة الشروع بهذا البحث الكريم لم تكن بذاك الأمر السّهل .. كيف لا؟ وعلى ساحتنا من العقول المتصلبة ما يحيّر الألباب! .. عجبا! بالأمس القريب كان الأمر ليس بتلك الصعوبة التي آل إليها حالنا .. كان علماؤنا لم يبدوا أمرا أو صنّفوا كتابا إلّا وتهافت الناس إلى قبوله .. ليس قبولا أعمى ، بل بعقل نيّر عماده الحديث وسنّة الرسول والآل عليهمالسلام .. أمّا الآن فعجب عجاب! .. إنك لترتبك في معرفة ما يحبّذه هؤلاء .. أيّ طريقة؟ .. وأيّ