كذبتم وبيت الله نبرى محمدا |
|
ولما نقاتل دونه ونناضل |
ونسلمه حتى نصرع حوله |
|
ونذهل عن أبنائنا والحلائل |
وقام رجل من كنانة وأنشد :
لك الحمد والحمد ممن شكر |
|
سقينا بوجه النبي المطر |
دعا الله خالقه دعوة |
|
وأشخص معها إليه البصر |
فلم يك إلّا كلقاء الردى |
|
وأسرع حتى رأينا الدرر |
وفاق العز إلى جم البعاق |
|
أغاث به الله عليا مضر |
وكان كما قاله عمه |
|
أبو طالب أبيض ذو غرر |
به الله يسقي صوب الغمام (٧) |
|
وهذا العيان لذاك الخبر |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن يك شاعر يحسن فقد أحسنت».
ومن أعلامه صلىاللهعليهوسلم : ما أظهره الله تعالى من كرامته في عمه العباس حين استسقى به عمر رضي الله تعالى عنه متوسلا إليه بعمه فخرج يستسقي به وقد أجدب الناس ، فقال : اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وبقية آبائه وكبير رجاله فاحفظ اللهم نبيك في عمه فقد دلونا به إليك مستشفعين إليك مستغفرين.
فقال العباس وعيناه ينضحان : اللهم أنت الراعي لا تهمل الضالة فقد ضرع الصغير ورق الكبير وارتفعت الشكوى وأنت تعلم السر وأخفى اللهم فأغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه لا ييأس من روحك إلّا القوم الكافرون. فنشأت السحاب وهطلت السماء فطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون هنيا لك ساقي الحرمين فقال حسان بن ثابت :
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا |
|
فسقى الغمام بغرة العباس |
عم النبي وصنو والده الذي |
|
ورث النبي بذاك دون الناس |
أحيا الإله به البلاد فأصبحت |
|
مخضرة الأجناب بعد اليأس |
فقال الفضل بن العباس بن أبي لهب يفتخر لذلك :
__________________
(٧) صوب الغمام وصيب الغمام : ماء الغيوم أي المطر.