ومن أعلامه صلىاللهعليهوسلم : ما روت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة وهي أوبأ أرض فيه فقال : «اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة وصححها لنا وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها إلى الجحفة» (٨) ، فصارت كذلك.
ومن أعلامه صلىاللهعليهوسلم : أنه أخذ يوم بدر كفا من حصى وتراب ورمى به في وجوه القوم وقال : «شاهت الوجوه» ، فتفرق الحصى في المشركين ولم يصل ذلك الحصى والتراب أحدا إلّا قتل أو أسر ، وفيه نزل قول الله تعالى : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (٩).
ومن أعلامه صلىاللهعليهوسلم : أن الطفيل بن عمرو الدوسي قدم مكة وكان شاعرا لبيبا فقالت قريش له : احذر محمدا فإن قوله كالسحر يفرّق بين المرء وبين زوجه ، فأتاه في بيته وقال : يا محمد اعرض أمرك ، فعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فأسلم وقال : يا رسول الله! إني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون عونا عليهم ، فقال : «اللهم أجعل له آية» ، فخرجت حتى إذا كنت بثنية وقع نور بين عيني مثل المصباح ، فقلت : اللهم في غير وجهي أخشى أن يظنوا بي أنها مثلة فتحول ، فوقع في رأس سوطي ، فجعل الحاضرون يرون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق وأنا أهبط من الثنية ، ثم دعوت رؤساء قومي إلى الإسلام فأبطئوا ، فجئت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا رسول الله! إنهم قد غلبوني على دوس ، فادع الله عليهم ، فقال : «اللهم اهد دوسا ارجع إلى قومك فادعهم إلى الله وارفق بهم» ، فرجعت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوهم حتى أسلموا.
ومن أعلامه صلىاللهعليهوسلم : ما رواه أبو نهيك الأزدي عن عمرو بن أخطب قال : استسقى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ماء فأتيته بإناء فيه ماء وفيه شعرة ، فرفعتها ثم ناولته
__________________
(٨) الجحفة : موضع بعيد عن المدينة كانت تسكنه اليهود. والحديث رواه الشيخان.
(٩) سورة الأنفال الآية (١٧).