الباب الثاني عشر
في إنذاره صلىاللهعليهوسلم بما سيحدث بعده
روى فضالة بن أبي فضالة الأنصاري قال : خرجت مع أبي إلى ينبع عائد لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان بها مريضا فقال له أبي ، يا أبا الحسن ما يقيمك بهذا البلد لا آمن أن يصيبك أجلك فلا يكن أحد يليك إلا أعراب جهينة ، فلو احتملت إلى المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك فقال : يا أبا فضالة! أخبرني حبيبي وابن عمي رسول الله صلىاللهعليهوسلم إني لا أموت حتى أؤمر ولا أموت حتى أقتل الفئة الباغية ولا أموت حتى تخضب هذه من هذه وضرب بيده على لحيته وهامته قضاء مقضيا وعهدا معهودا وقد خاب من افترى.
ومن إنذاره صلىاللهعليهوسلم : ما رواه أبو سلمة عن أبي هريرة قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمارية القبطية في بيت حفصة بنت عمر فوجدتها معه تضاحكه فقالت : يا رسول الله في بيتي من دون بيوت نسائك قال : فإنها علي حرام أن أمسها ، ثم قال لها يا حفصة ألا أبشرك قلت بلى بأبي أنت وأمي قال : «يلي هذا الأمر من بعدي أبو بكر أبوك اكتمي هذا عليه» فخرجت حتى دخلت على عائشة فقالت : لها الا أبشرك يا ابنة أبي بكر فقالت : بما ذا ، فذكرت ذلك لها وقالت قد استكتمني فاكتميه فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) (١) الآيات.
__________________
(١) سورة التحريم الآية (١).