وأجز لهم ألفاظا وأصحهم معاني لا يظهر فيه هجنة التكلف ولا يتخلله فيهقة التعسف ، وقال صلىاللهعليهوسلم : «أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون» ؛ وقال : «إياك والتشادق» ، ولما نزل عليه قوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (٢٠) بنى مسجد قباء ، فحضر عبد الله بن رواحة فقال يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أفلح من بنى المساجد ، قال نعم يا ابن رواحة ، قال ولم يبت لله إلا ساجد ، قال : «يا ابن رواحة كف عن السجع فما أعطي عبد شيئا شر من طلاقة في لسانه».
كلامه صلىاللهعليهوسلم
فمن كلامه الذي لا يشاكل في إيجازه قوله صلىاللهعليهوسلم : «الناس بزمانهم أشبه» ، وقوله : «ما هلك امرؤ عرف قدره» ، وقوله : «لو تكاشفتم ما تدافنتم». وقوله «السعيد من وعظ بغيره» ، وقوله : «حبك للشيء يعمي ويصم» ، وقوله : «العقل ألوف مألوف» ، وقوله : «العدة عطية» ، وقوله : «اللهم إني أعوذ بك من طمع يهدي إلى طبع» ، وقوله : «أفضل الصدقة جهد المقل» ، وقوله : «اليد العليا خير من السفلى» ، وقوله : «ترك الشر صدقة» ، وقوله : «الخير كثير وقليل فاعله» ، وقوله : «الناس كمعادن الذهب» ، وقوله : «نزلت المعونة على قدر المئونة» ، وقوله : «إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له واعظا من نفسه» ، وقوله : «أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك» ، وقوله : «المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم» ، وقوله : «الدنيا سجن المؤمن وبلاؤه وجنة الكافر ورخاؤه».
من كلامه صلىاللهعليهوسلم
ومن كلامه الذي لا يشاكل في فصاحته قوله صلىاللهعليهوسلم : «إياكم والمشاورة فإنها تميت الغرة وتحيي الفرة» ، وقوله : «لا تزال أمتي بخير ما ملم تر الأمانة مغنما والصدقة مغرما» ، وقوله : «رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم» ، وقوله : «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ونفس لا تشبع وقلب
__________________
(٢٠) سورة النور الآية (٣٦).