والأبيض والأسود بين ذلك والحزن والخبيث والطيب بين ذلك وفي تسميته بآدم قولان :
أحدهما : إنه اسم عبراني نقل إلى العربية.
والقول الثاني : أنه اسم عربي وفيه قولان :
أحدهما : أنه سمي بذلك لأنه خلق من أديم الأرض وأديمها أوجهها.
والثاني : أنه سمي بذلك لاشتقاقه من الأدمة وهي السمرة فلما تكامل خلق آدم استوحش فخلق له حوّاء واختلف فيما خلقت منه على قولين :
أحدهما : أنه خلقها من مثل ما خلق منه آدم وهذا قول تفرد به ابن بحر (٩).
والقول الثاني : وهو ما عليه الجمهور أنه خلقها من ضلع آدم الأيسر بعد أن ألقى عليه النوم حتى لم يجد لها مسا.
قال ابن عباس : فلذلك تواصلا ولذلك سميت امرأة لأنها خلقت من المرء وفي تسميتها حواء قولان :
أحدهما : لأنها خلقت من حي والثاني لأنها أم كل حي ، فقال آدم لما خلقت منه حوّاء هذا الشخص عظمه من عظمي ولحمه من لحمي فلذلك صار الرجل والمرأة كجسد واحد من شدة الميل وفضل الحنو قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) يعني آدم (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) (١٠) يعني حوّاء فروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «خلق الرجل من التراب وخلقت المرأة من الرجل» فهمها في الرجل واختلف في الوقت الذي خلقت فيه حوّاء على قولين :
__________________
(٩) وهذا يتنافى مع قوله تعالى : (اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) سورة النساء (١).
وقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) سورة الأعراف (١٨٩) وغيرها من الآيات.
(١٠) سورة النساء الآية (١).