الحرم ، ويبعث بسفك الدّم ، فلما ذكر ذلك سلمان لرسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لئن كنت صدقتني يا سلمان لقد رأيت حواريّ (١) عيسى ابن مريم عليهالسلام» (٢).
وقال مسلمة بن علقمة المازنيّ : ثنا داود بن أبي هند ، عن سماك بن حرب ، عن سلامة العجليّ قال : «جاء ابن أخت لي من البادية يقال له قدامة فقال (٣) : أحبّ أن ألقى سلمان الفارسيّ فأسلّم عليه ، فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن ، وهو يومئذ على عشرين ألفا ، ووجدناه على سرير يشقّ (٤) خوصا فسلّمنا عليه فقلت :
يا أبا عبد الله هذا ابن أخت لي قد قدم عليّ من البادية ، فأحبّ أن يسلّم عليك ، قال : وعليهالسلام ورحمة الله وبركاته.
قلت : يزعم أنّه يحبّك ، قال : أحبّه الله ، فتحدّثنا وقلنا : يا أبا عبد الله ، ألا تحدّثنا عن أصلك؟ (٥).
قال : أمّا أصلي فأنا (٦) من أهل رامهرمز ، كنّا قوما مجوسا ، فأتى (٧) رجل نصرانيّ من أهل الجزيرة كانت أمّه منّا ، فنزل فينا واتّخذ فينا ديرا ، وكنت من كتّاب الفارسيّة ، فكان لا يزال غلام معي في الكتّاب يجيء مضروبا
__________________
(١) لفظ «حواري» ليس في السير ، وهي في تهذيب تاريخ دمشق.
(٢) السير والمغازي لابن إسحاق ٩٢ ، وسيرة ابن هشام ١ / ٢٥٢ ، ٢٥٣ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٨٠ ، ٨١ تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ١٩٧ ، نهاية الأرب ١٦ / ١٣٥ ، ١٣٦ البداية والنهاية ٢ / ٢١٤ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٥١٢ وفي هذه الرواية جهالة انظر عنها البداية والنهاية.
(٣) في معجم الطبراني : «فقال لي ابن أختي».
(٤) كذا في الأصل وطبعتي القدسي ، وفي معجم الطبراني ، وسير أعلام النبلاء «يسفّ» بالفاء ، وفي مجمع الزوائد «يسقي حوضا».
(٥) في معجم الطبراني «أهلك وممن أنت».
(٦) في المعجم «فأنا رجل».
(٧) في المعجم «فأتانا».