بعد أيام (١) قال : «لا خير فيهم ولا فيمن يحبّهم» ، قلت في نفسي : فأنا والله أحبّهم ، قال : وذاك (٢) حين بعث السّرايا وجرّد السيف ، فسريّة تدخل وسريّة تخرج ، والسيف يقطر.
قلت يحدث لي (٣) الآن أنّي أحبّهم ، فيبعث فيضرب عنقي ، فقعدت في البيت ، فجاءني الرسول ذات يوم فقال : يا سلمان أجب (٤) قلت : هذا والله الّذي كنت أحذر (٥) فانتهيت إلى رسول الله فتبسّم وقال : «أبشر يا سلمان فقد فرّج الله عنك» ثم تلا عليّ هؤلاء الآيات : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) إلى قوله (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ) (٦) قلت (٧) : والّذي بعثك بالحقّ ، لقد سمعته يقول : لو أدركته فأمرني أن أقع في النّار لوقعتها (٨).
هذا حديث منكر غريب (٩) ، والّذي قبله أصحّ ، وقد تفرّد مسلمة بهذا ، وهو ممّن احتجّ به مسلم ، ووثّقه ابن معين (١٠) ، وأمّا أحمد بن حنبل
__________________
(١) في المعجم «يا رسول الله أيّ قوم النصارى».
(٢) في المعجم «وذاك والله».
(٣) في المعجم «بي».
(٤) في المعجم «قلت من؟ قال : رسول الله صلىاللهعليهوسلم».
(٥) في المعجم «قلت : نعم حتى ألحقك ، قال : لا والله حتى تجيء ، وأنا أحدّث نفسي أن لو ذهب أن أفرّ ، فانطلق بي».
(٦) سورة القصص ـ الآيات من ٤٢ ـ ٤٥.
(٧) في المعجم «يا رسول الله».
(٨) في المعجم زيادة «إنه نبيّ لا يقول إلّا حقّا ولا يأمر إلّا بالحقّ». وكذا في سير أعلام النبلاء ، ومجمع الزوائد.
(٩) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٦ / ٢٩٦ ـ ٣٠١ ، والحافظ في سير أعلام النبلاء ١ / ٥٣٥ ـ ٥٣٧ وقال : غريب جدا وسلامة لا يعرف ، ومجمع الزوائد للهيثميّ ٩ / ٣٤٠ ـ ٣٤٣ وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سلامة العجليّ ، وقد وثّقه ابن حبّان.
(١٠) التاريخ لابن معين ٢ / ٥١٥.