وأسلم زيد بن حارثة ، فمكثا قريبا من شهر يختلف عليّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان ممّا أنعم الله على عليّ أنّه كان في حجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل الإسلام (١).
وقال سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق (٢) ، حدّثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : أصابت قريشا أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم للعبّاس عمّه ـ وكان موسرا ـ إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب النّاس ، ما ترى ، فانطلق لنخفّف عنه من عياله ، فأخذ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عليّا ، وضمّه إليه ، فلم يزل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى بعثه الله نبيّا فاتّبعه عليّ وآمن به.
وقال الدّراورديّ ، عن عمر بن عبد الله ، عن محمد بن كعب القرظيّ قال : إنّ أوّل من أسلّم خديجة ، وأول رجلين أسلما أبو بكر وعليّ ، وإنّ أبا بكر أول من أظهر الإسلام ، وإنّ عليّا كان يكتم الإسلام فرقا من أبيه ، حتى لقيه أبوه فقال : أسلمت؟ قال : نعم ، قال : آزر ابن عمّك وانصره.
وقال : أسلّم عليّ قبل أبي بكر.
وقال يونس : عن ابن إسحاق : حدّثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلّا كانت عنده (٣) كبوة وتردّد ونظر ، إلّا أبا بكر ، ما عتم (٤) عنه حين
__________________
(١) السير والمغازي ١٣٧.
(٢) سيرة ابن هشام ١ / ٢٨٥.
(٣) في سيرة ابن هشام ١ / ٢٨٩ «كانت فيه عنده» وفي السير والمغازي ١٣٩ «كانت له عنوة كبوة».
(٤) في هامش الأصل «تأخر» وفي نهاية الأرب ١٦ / ١٨٧ وعيون الأثر ١ / ٩٥ «عكم» أي ما أحتبس وما انتظر ولا عدل.