اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قلت : أسماء طيّبة طاهرة (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (١) إلى قوله (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) ، فتعظّمت في صدري ، وقلت : من هذا فرّت قريش ، فأسلمت ، وقلت : أين رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : فإنّه في دار الأرقم ، فأتيت فضربت الباب ، فاستجمع القوم ، فقال لهم حمزة : ما لكم؟ قالوا : عمر ، قال : وعمر! افتحوا له الباب ، فإن أقبل قبلنا منه ، وإن أدبر قتلناه ، فسمع ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فخرج فتشهّد عمر ، فكبّر أهل الدّار تكبيرة سمعها أهل المسجد ، قلت : يا رسول الله ألسنا على الحقّ؟ قال : «بلى» ، فقلت : ففيم الاختفاء ، فخرجنا صفّين أنا في أحدهما ، وحمزة في الآخر ، حتى دخلنا المسجد ، فنظرت قريش إليّ وإلى حمزة ، فأصابتهم كآبة شديدة ، فسمّاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم (الفاروق) يومئذ وفرق بين الحقّ والباطل (٢).
وقال الواقديّ : ثنا محمد بن عبد الله ، عن الزّهريّ ، عن ابن المسيّب قال : أسلّم عمر بعد أربعين رجلا وعشر نسوة ، فلمّا أسلّم ظهر الإسلام بمكة (٣).
وقال الواقديّ : ثنا معمر ، عن الزّهري أنّ عمر أسلّم بعد أن دخل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم دار الأرقم ، وبعد أربعين أو نيّف وأربعين من رجال ونساء ، فلما أسلّم أنزل جبريل فقال : يا محمد استبشر أهل السماء بإسلام عمر (٤).
__________________
(١) أوّل سورة طه.
(٢) مناقب عمر بن الخطاب رضياللهعنه لابن الجوزي ١٢ / ١٣ و ١٩ ، صفة الصفوة ١ / ٢٧٢ ، ٣٧٣ ، دلائل النبوّة لأبي نعيم ١ / ٧٩ ، ٨٠ ، عيون التواريخ ١ / ٧٥ ـ ٧٧.
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٦٩ ، صفة الصفوة ١ / ٢٧٣ ، أسد الغابة ٤ / ٥٣ ، نهاية الأرب ١٦ / ٢٥٦.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٦٩ ، مناقب عمر لابن الجوزي ١٨ ، صفة الصفوة ١ / ٢٧٤ ، نهاية الأرب ١٦ / ٢٥٦.