أنبأنا إبراهيم بن حمد ، وجماعة ، أنا ابن ملاعب ، ثنا الأمويّ ، أنا جابر بن ياسين ، أنا المخلّص ، أنا البغويّ ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، ثنا أسد بن عمرو البجلي ، عن مجالد ، عن الشّعبيّ ، عن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه قال : بعثت قريش عمرا وعمارة بهديّة إلى النّجاشيّ ليؤذوا المهاجرين. فخلّوهم ، فقال عمرو : وإنّهم يقولون في عيسى غير ما تقول ، فأرسل إلينا ، وكانت الدعوة الثانية أشدّ علينا ، فقال : ما يقول صاحبكم في عيسى؟ قال : وذكر الحديث ، فقال النّجاشيّ : أعبيد هم لكم؟ قالوا : لا ، قال : فلكم عليهم دين؟ قالوا : لا ، قال : يقول : هو روح الله وكلمته ألقاها إلى عذراء بتول ، فقال : ادعوا لي فلانا القسّ ، وفلانا الرّاهب ، فأتاه أناس منهم ، فقال : ما تقولون في عيسى؟ قالوا : أنت أعلمنا ، قال : وأخذ شيئا من الأرض فقال : ما عدا عيسى ما قال هؤلاء مثل هذا ، ثم قال : أيؤذيكم أحد؟ قالوا : نعم ، فنادى من آذى منهم فأغرموه أربعة دراهم ، ثم قال : أيكفيكم؟ قلنا : لا ، فأضعفها ، قال : فلمّا ظهر النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وهاجر أخبرناه ، قال فزوّدنا وحملنا ، ثم قال : أخبر صاحبك بما صنعت إليكم ، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّه رسول الله ، وقل له يستغفر لي ، فأتينا المدينة ، فتلقّاني النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فاعتنقني وقال : ما أدري أنا بقدوم جعفر أفرح أم بفتح خيبر ، وقال : «اللهمّ اغفر للنّجاشيّ» ثلاث مرّات ، وقال المسلمون : آمين (١).
إسلام ضماد (٢)
داود بن أبي هند ، عن عمرو بن سعيد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن
__________________
(١) في حاشية الأصل : بلغت قراءة خليل بن أيبك في الميعاد الثالث على مؤلّفه ، فسح الله في مدّته.
(٢) هو ضماد بن ثعلبة الأزدي. كان صديقا للنبيّ صلىاللهعليهوسلم في الجاهلية وكان رجلا يتطبّب ويرقي ويطلب العلم. (الاستيعاب ٢ / ٢١٧ ، الإصابة ٢ / ٢١٠ رقم ٤١٧٧).