قال : ورسول الله على ذلك يدعو قومه ليلا ونهارا ، سرّا وجهرا (١).
وقال موسى بن عقبة (٢) : فلمّا أفسد الله الصّحيفة ، خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورهطه ، فعاشوا وخالطوا النّاس (٣).
باب
إنّا كفيناك المستهزءين (٤)
قال الثّوريّ ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) قال : المستهزءون : الوليد بن المغيرة ، والأسود بن عبد يغوث الزّهري ، وأبو زمعة الأسود بن المطّلب من بني أسد بن عبد العزّى ، والحارث بن عيطل (٥) السّهميّ ، والعاص بن وائل ، فأتاه جبريل فشكاهم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إليه ، فأراه الوليد ، وأومأ جبريل إلى أبجله (٦) فقال : ما صنعت؟ قال : كفيته ، ثم أراه الأسود ، فأومأ جبريل إلى عينيه فقال : ما صنعت؟ قال : كفيته ، ثم أراه أبا زمعة ، فأومأ إلى رأسه فقال : ما صنعت؟ قال كفيته ، ثم أراه الحارث ، فأومأ إلى رأسه أو بطنه وقال : كفيته ، فأمّا الوليد ، فمرّ برجل من خزاعة ، وهو يريش نبالا ، فأصاب أبجله فقطعها ، وأمّا الأسود فعمي. وأمّا ابن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح (٧) فمات منها ، وأمّا الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه ، حتى
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ / ١٠٣ وفيه «جهارا». وانظر السير والمغازي ١٦٠ ـ ١٦١.
(٢) المغازي لعروة ١١٧.
(٣) كتب في حاشية الأصل «بلغت قراءة خليل بن أيبك في الميعاد الرابع على مؤلّفه».
(٤) سورة الحجر ـ الآية ٩٥.
(٥) في إنسان العيون لنور الدين الحلبي (عيطلة) وعند ابن هشام ، والسهيليّ في الروض (الطلاطلة) ولعلّه اشتباه ، وكذا في دلائل أبي نعيم ١ / ٩١ ، والسير والمغازي ٢٧٣.
(٦) الأبجل : عرق في باطن الذراع ، وقيل هو عرق غليظ في الرجل فيما بين العصب والعظم.
(٧) في (الاكتفاء للكلاعيّ) : استسقى بطنه فمات منه.