معبد ، عن بعض أهله ، عن ابن عبّاس قال : لما أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبى طالب في مرضه قال : «أي عمّ ، قل لا إله إلّا الله أستحلّ لك بها الشفاعة يوم القيامة» ، فقال : يا ابن أخي والله لو لا أن تكون سبّة عليك وعلى أهل بيتك من بعدي يرون أنّي قلتها جزعا حين نزل بي الموت لقلتها ، لا أقولها إلّا لأسرّك بها ، فلما ثقل أبو طالب رئي يحرّك شفتيه ، فأصغى إليه العبّاس ليستمع قوله ، فرفع العبّاس عنه فقال : يا رسول الله ، قد والله قال الكلمة التي سألته ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «لم أسمع» (١).
إسناده ضعيف لأنّ فيه مجهولا ، وأيضا ، فكان العبّاس ذلك الوقت على جاهليّته ، ولهذا إن صحّ الحديث لم يقبل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم روايته وقال له : لم أسمع ، وقد تقدّم أنّه بعد إسلامه قال : يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء ، فإنّه كان يحوطك ويغضب لك ، فلو كان العبّاس عنده علم من إسلام أخيه أبي طالب لما قال هذا ، ولما سكت عند قول النّبيّ صلىاللهعليهوسلم «هو في ضحضاح من النّار» ، ولقال : إنّي سمعته يقول : لا إله إلّا الله ، ولكنّ الرافضة قوم بهت.
وقال ابن إسحاق (٢) : ثم إنّ خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد فتتابعت على رسول الله المصائب بموتهما.
وكانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام ، كان يسكن (٣) إليها.
وذكر الواقديّ أنّهم خرجوا من الشّعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، وأنّهما توفّيا في ذلك العام ، وتوفّيت خديجة قبل أبي طالب بخمسة وثلاثين يوما.
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ / ١٦٧ ، السير والمغازي ٢٣٨ ، نهاية الأرب ١٦ / ٢٧٨.
(٢) سيرة ابن هشام ٢ / ١٦٦ ، والسير والمغازي ٢٤٣.
(٣) في سيرة ابن هشام ٢ / ١٦٦ «يشكو إليها».