فمررت على موسى فقال : بم أمرت؟ قلت : بخمسين صلاة في كلّ يوم. قال : إنّ أمّتك لا تستطيع ذلك ، فإنّي قد خبرت (١) النّاس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشدّ المعالجة ، فارجع إلى ربّك فسله التخفيف. قلت : قد سألت ربّي حتى استحييت ، ولكن أرضى وأسلّم ، فلمّا نفردت ناداني مناد ، قد أمضيت فريضتي وخفّفت عن عبادي. أخرجه البخاريّ ، عن هدبة عنه (٢).
وقال معاذ بن هشام : حدّثني أبي ، عن قتادة ، ثنا أنس ، عن مالك بن صعصعة ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ، فذكر نحوه ، وزاد فيه : فأتيت بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ، فشقّ من النّحر إلى مراقّ البطن ، فغسل بماء زمزم ، ثمّ مليء حكمة وإيمانا. أخرجه مسلّم بطوله (٣).
وقال سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن مالك بن صعصعة ، عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : بينما أنا عند البيت ، بين النائم واليقظان ، إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين ، قال : فأتيت فانطلق بي ، ثمّ أتيت بطست من ذهب فيه من ماء زمزم ، فشرح صدري إلى كذا وكذا ، قال قتادة : قلت لصاحبي : ما يعني؟ قال : إلى أسفل بطني ، فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ، ثمّ أعيد مكانه ، وحشي ، أو قال : كنز إيمانا وحكمة ـ
__________________
(١) عند البخاري «جرّبت».
(٢) صحيح البخاري ٤ / ٧٧ في كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى إِذْ رَأى ناراً) ، وباب قول الله تعالى (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) ، وفي فضائل أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، باب المعراج ، ومسلّم (١٦٤) في كتاب الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والترمذي رقم (٣٣٤٣) في التفسير ، باب ومن سورة ألم نشرح ، والنسائي ١ / ٢١٧ ، و ٢١٨ في الصلاة ، باب فرض الصلاة ، والبيهقي في دلائل النّبوّة ٢ / ١٢٣ ـ ١٢٦ ، وانظر سيرة ابن كثير ٢ / ١٠٨ ـ ١١١ ، وتهذيب تاريخ دمشق ١ / ٣٨٠ ـ ٣٨١.
(٣) رقم (١٦٤) في كتاب الإيمان.