بأن جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، تسرح في الجنّة وتأوي إلى قناديل معلّقة تحت العرش ، فهم أحياء عند ربّهم بهذا الاعتبار كما أخبر سبحانه وتعالى ، وأجسادهم في قبورهم.
وهذه الأشياء أكبر من عقول البشر ، والإيمان بها واجب كما قال تعالى : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (١).
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله ، أنا أبو روح عبد المعزّ بن محمد كتابة ، أنّ تميم بن أبي سعيد الجرجانيّ أخبرهم ، أنبأ أبو سعد محمد بن عبد الرحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أحمد بن عليّ بن المثنّى ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن عطاء بن السّائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «مررت ليلة أسري بي برائحة طيّبة ، فقلت : ما هذه الرائحة يا جبريل؟ قال هذه ماشطة بنت فرعون ، كانت تمشّطها ، فوقع المشط من يدها ، فقالت : بسم الله ، قالت بنت فرعون : أبي ، قالت : ربّي وربّ أبيك ، قالت : أقول له إذا ، قالت : قولي له ، قال لها : أو لك ربّ غيري! قالت : ربّي وربّك الّذي في السماء ، قال : فاحمي لها بقرة (٢) من نحاس ، فقالت : إنّ لي إليك حاجة ، قال : وما هي؟ قالت : أن تجمع عظامي وعظام ولدي ، قال : ذلك لك علينا لما لك علينا من الحقّ. فألقي ولدها في البقرة ، واحدا واحدا واحدا ، فكان آخرهم صبيّ ، فقال : يا أمّه اصبري فإنّك على الحقّ. قال ابن عبّاس : فأربعة تكلّموا وهم صبيّان : ابن ماشطة بنت فرعون ، وصبيّ
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٣. ولحلّ مشكلات الاسراء والمعراج اقرأ كتاب (الإسراء والمعراج للأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود) وكتاب (الإسراء والمعراج للأستاذ الشيخ محمد متولّي الشعراوي) وكتاب (الإسراء والمعراج للشيخ عبد الفتاح الإمام).
(٢) هي قدر كبيرة.