ذكر ما ورد في قصّة سطيح (١)
وضمود النيران ليلة المولد وانشقاق الإيوان
قال ابن أبي الدّنيا وغيره : ثنا عليّ بن حرب الطّائي ، أنا أبو يعلى أيوب (٢) بن عمران البجلي ، حدّثني مخزوم بن هانئ المخزومي ، عن أبيه ، وكان قد أتت عليه مائة وخمسون سنة قال : لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ارتجس (٣) إيوان كسرى ، وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة (٤) ، وخمدت نار فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى الموبذان (٥) إلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها ، فلمّا أصبح كسرى أفزعه ما رأى من شأن إيوانه فصبر عليه تشجّعا ، ثم رأى أن لا يستر ذلك عن وزرائه ومرازبته ، فلبس تاجه وقعد على سريره ومعهم ، فلما اجتمعوا عنده قال : أتدرون فيم بعثت إليكم؟ قالوا : لا إلّا أن يخبرنا الملك ، فبينا هم على ذلك إذ ورد عليهم كتاب
__________________
(١) اسم سطيح : ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عديّ بن مازن بن غسّان .. (السيرة لابن هشام ١ / ٢٧) وانظر : وفيات الأعيان ٢ / ٢٣١.
(٢) كذا في الأصل ، وفي تاريخ الطبري ٢ / ١٦٦ وسيرة ابن كثير ١ / ٢١٥ «أبو أيوب يعلى».
(٣) ارتجس : ارتجف.
(٤) ساوة : مدينة حسنة بين الري وهمذان في وسط (معجم البلدان ٣ / ١٧٩).
(٥) الموبذان : قال السهيليّ : معناه : القاضي أو المفتي بلغتهم (الروض الأنف ١ / ٢٩).