كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة (١) أو إلى نخلة ، فقيل (٢) له : ألا نجعل لك منبرا؟ قال : «إن شئتم» ، فجعلوا له منبرا ، فلمّا كان يوم الجمعة ذهب (٣) إلى المنبر ، فصاحت النّخلة صياح الصّبيّ ، فنزل فضمّها (٤) إليه ، كانت تئنّ أنين الصّبيّ الّذي يسكّن قال : «كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذّكر عندها». (خ) (٥). ورواه جماعة عن جابر.
وقال أبو حفص بن العلاء المازنيّ ـ واسمه عمر ـ عن نافع ، عن عبد الله أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يخطب إلى جذع ، فلما وضع له المنبر حنّ إليه حتى أتاه فمسحه ، فسكن. أخرجه البخاريّ (٦) عن ابن مثنّى ، عن يحيى بن كثير ، عنه ، وهو من غرائب الصحيح.
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعب ، عن أبيه : كان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يصلّي إلى جذع ويخطب إليه ، فصنع لرسول الله صلىاللهعليهوسلم المنبر ، فلمّا جاوز النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ذلك الجذع خار حتى تصدّع وانشقّ ، فنزل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لمّا سمع صوت الجذع ، فمسحه بيده ، ثم رجع إلى المنبر ، فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبي فكان عنده في بيته حتى بلي وأكلته الأرضة وعاد رفاتا. روي من وجهين عن ابن عقيل (٧).
مالك عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «هل ترون قبلي هاهنا ، فو الله ما يخفى عليّ ركوعكم ولا
__________________
(١) في نسخة دار الكتب المصرية «جذع شجرة».
(٢) عند البخاري «فقالت امرأة من الأنصار أو رجل : يا رسول الله ألا نجعل ..»
(٣) عند البخاري «رفع».
(٤) عند البخاري «فضمّه».
(٥) صحيح البخاري ٤ / ١٧٣ باب علامات النبوّة في الإسلام ، ودلائل النبوّة لأبي نعيم ٢ / ١٤٢.
(٦) في الصحيح ٤ / ١٧٣ في باب علامات النبوّة في الإسلام.
(٧) انظر دلائل النبوّة لأبي نعيم ٢ / ١٤٢.