صحيح أيضا وزاد فيه : «فرحّلت ـ يعني ظئره ـ بعيرا ، فحملتني على الرّحل ، وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمّي فقالت : أدّيت أمانتي وذمّتي ، وحدّثتها بالذي لقيت ، فلم يرعها ذلك فقالت : إنّي رأيت خرج منّي نور أضاءت منه قصور الشام» (١).
وقال سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أتيت وأنا في أهلي ، فانطلق بي إلى زمزم فشرح صدري ، ثم أتيت بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فحشي بها صدري ـ قال أنس : ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يرينا أثره ـ فعرج بي الملك إلى السّماء الدنيا». وذكر حديث المعراج (٢).
وقد روى نحوه شريك بن أبي نمر ، عن أنس ، عن أبي ذرّ ، وكذلك رواه الزّهري ، عن أنس ، عن أبي ذرّ أيضا. وأما قتادة فرواه عن أنس ، عن مالك بن صعصعة بنحوه.
وإنّما ذكرت هذا ليعرف أنّ جبريل شرح صدره مرّتين : في صغره ووقت الإسراء به.
ذكر وفاة عبد الله بن عبد المطّلب (٣)
وتوفّي «عبد الله» أبوه وللنّبيّ صلىاللهعليهوسلم ثمانية وعشرون شهرا. وقيل : أقلّ من ذلك. وقيل : وهو حمل (٤).
__________________
(١) انظر سيرة ابن هشام ١ / ١٨٨.
(٢) رواه البخاري في بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، وفي التوحيد ، باب ما جاء في (وكلّم موسى تكليما) وفي الأنبياء باب صفة النبي صلىاللهعليهوسلم ، ومسلم (١٦٢) في الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلى السماوات ، والنسائي ١ / ٢٢١ في الصلاة ، باب فرض الصلاة ، والترمذي (٣١٣٠) في التفسير ، باب ومن سورة بني إسرائيل ، وانظر جامع الأصول ١١ / ٣٠٣.
(٣) العنوان ليس في الأصل ، أضفته من طبقات ابن سعد ١ / ٩٩.
(٤) طبقات ابن سعد ١ / ٩٩ و ١٠٠ ، عيون الأثر ١ / ٢٥ ، نهاية الأرب ١٦ / ٦٦.