أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم خلف أبي بكر (١).
وروى هشيم ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ، واللّفظ لهشيم ، عن حميد ، عن أنس ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم خرج وأبو بكر يصلّي بالنّاس ، فجلس إلى جنبه وهو في بردة قد خالف بين طرفيها ، فصلّى بصلاته (٢).
وروى سعيد بن أبي مريم ، عن يحيى بن أيّوب ، حدّثني حميد الطّويل ، عن ثابت ، حدّثه عن أنس ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم صلّى خلف أبي بكر في ثوب واحد برد ، مخالفا بين طرفيه ، فلمّا أراد أن يقوم قال : «ادعوا لي أسامة بن زيد» ، فجاء ، فأسند ظهره إلى نحره ، فكانت آخر صلاة صلّاها (٣). وكذلك رواه سليمان بن بلال بزيادة ثابت البناني فيه.
وفي هذا دلالة على أنّ هذه الصّلاة كانت الصّبح ، فإنّها آخر صلاة صلّاها ، وهي التي دعا أسامة عند فراغه منها ، فأوصاه في مسيره بما ذكر أهل المغازي. وهذه الصّلاة غير تلك الصّلاة التي ائتمّ فيها أبو بكر به ، وتلك كانت صلاة الظّهر من يوم السّبت أو يوم الأحد. وعلى هذا يجمع بين الأحاديث ، وقد استوفاها الإمام الحافظ الحبر أبو بكر البيهقيّ (٤).
وقال موسى بن عقبة : اشتكى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في صفر ، فوعك أشدّ الوعك ، واجتمع إليه نساؤه يمرّضنه أيّاما ، وهو في ذلك ينحاز إلى الصّلوات حتّى غلب ، فجاءه المؤذّن فآذنه بالصّلاة ، فنهض ، فلم يستطع من الضّعف ، فقال للمؤذّن : «اذهب إلى أبي بكر فمره فليصلّ» ، فقالت
__________________
(١) انظر تاريخ الطبري ٣ / ١٩٧.
(٢) أنساب الأشراف ١ / ٥٥٦.
(٣) رواه أحمد في المسند ٣ / ٢٤٣.
(٤) في كتابه «دلائل النّبوّة».