كلّ قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا» ، ففعلوا ، حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو صلىاللهعليهوسلم بيده وبني عليه (١).
حديث الحمد
وقال ابن وهب ، عن يونس ، عن الزّهري قال : لما بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحلم أجمرت امرأة الكعبة فطارت شرارة من مجمرتها في ثياب الكعبة فاحترقت ، فهدموها حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الرّكن اختصمت قريش في الركن أيّ القبائل تضعه (٢)؟ قالوا : تعالوا نحكّم أوّل من يطلع علينا (٣) فطلع عليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة (٤) فحكّموه فأمر بالركن فوضع في ثوب ، ثم أخذ سيّد كلّ قبيلة بناحية من الثوب (٥) ، ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن ، فكان هو يضعه ، ثم طفق لا يزداد على السنّ إلّا رضا حتى دعوه الأمين ، قبل أن ينزل عليه وحي ، فطفقوا لا ينحرون جزورا إلّا التمسوه فيدعو لهم فيها (٦).
__________________
(١) انظر سيرة ابن هشام ١ / ٢٢١ ـ ٢٢٨ ، والسير والمغازي لابن إسحاق ١٠٣ ـ ١٠٨ ونهاية الأرب ١٦ / ٩٩ ـ ١٠٣ طبقات ابن سعد ١ / ١٤٥ ، ١٤٦ ، عيون الأثر ١ / ٥١ ـ ٥٢ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٩٠ ، السيرة لابن كثير ١ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ و ٢٧٦ ـ ٢٨١ ، أخبار مكة ١ / ١٥٨ ـ ١٦٤.
(٢) في أخبار مكة للأزرقي ١ / ١٥٩ وسيرة ابن كثير ١ / ٢٧٤ «تلي رفعه».
(٣) في أخبار مكة «يطلع علينا من هذه السكة فاصطلحوا على ذلك».
(٤) قال ابن الأثير في النهاية : «كل شملة مخطّطة من مآزر الأعراب فهي نمرة».
(٥) العبارة عند الأزرقي وابن كثير : «ثم أمر (ثم أخرج) سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب».
(٦) انظر : أخبار مكة للأزرقي ١ / ١٥٨ ـ ١٥٩ سيرة ابن كثير ١ / ٢٧٤ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٥٢ ، ٢٥٣.
وقال : هذا سياق حسن وهو من سير الزهري.
وفيه من الغرابة قوله : «فلما بلغ الحلم» والمشهور أن هذا كان ورسول الله صلىاللهعليهوسلم عمره خمس وثلاثون سنة ، وهو الّذي نصّ عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمهالله».
وانظر نحو هذا الحديث في المصنّف لعبد الرزاق ٥ / ١٠٠ ، ١٠١ ، رقم ٩١٠٤.