قال ابن إسحاق (١) : وكان الخطّاب بن نفيل عمّه وأخوه لأمّه يعاتبه (٢) ويؤذيه حتى أخرجه إلى أعلى مكة ، فنزل حراء مقابل مكة ، فإذا دخل مكة سرّا آذوه وأخرجوه ، كراهية ، أن يفسد عليهم دينهم ، وأن يتابعه أحد. ثم خرج يطلب دين إبراهيم ، فجال الشام والجزيرة (٣).
إلى أن قال ابن إسحاق (٤) : فردّ إلى مكة حتى إذا توسّط بلاد لخم عدوا عليه فقتلوه.
* * *
(٥) باب
أخبرتنا ستّ الأهل بنت علوان ، أنبأنا البهاء عبد الرحمن ، أنا منوجهر ابن محمد ، أنا هبة الله بن أحمد ، حدّثنا الحسين بن عليّ بن بطحا ، أنبأ محمد بن الحسين الحرّانيّ ، ثنا محمد بن سعيد الرّسعنيّ ، ثنا المعافى بن سليمان ، ثنا فليح ، عن هلال بن عليّ ، عن عطاء بن يسار قال : «لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم في التّوراة ، فقال : أجل ، والله إنّه لموصوف في التّوراة بصفته (٦) في القرآن (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٧) وحرزا للأمّيين ، أنت عبدي ورسولي ، سمّيتك المتوكّل ، ليس بفظّ ولا غليظ ، ولا سخّاب (٨) بالأسواق ، ولا يدفع السّيئة بالسّيئة ، ولكن يعفو ويغفر (٩) ، ولن يقبضه الله
__________________
(١) سيرة ابن هشام ١ / ٢٦٠.
(٢) في السيرة «يعاتبه على فراق دين قومه».
(٣) السيرة ١ / ٢٦٠ ـ ٢٦٣.
(٤) السيرة ١ / ٢٦٣ ، السير والمغازي ١١٩.
(٥) حتى هنا ينتهي النقص في الأصل.
(٦) في صحيح البخاري «ببعض صفته».
(٧) سورة الأحزاب الآية ٤٥.
(٨) السّخب والصّخب ، بمعنى الصّياح.
(٩) وفي رواية «يصفح» بدل «يغفر».