(١)
شرح اعراب سورم ام القرآن
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ) رفع بالابتداء على قول البصريين (١) ، وقال الكسائي (٢) : «الحمد» رفع بالضمير الذي في الصفة ، والصفة اللام ، جعل اللام بمنزلة الفعل. وقال الفراء (٣) : «الحمد» رفع بالمحل وهو اللام. جعل اللام بمنزلة الاسم ، لأنها لا تقوم بنفسها والكسائي يسمي حروف الخفض صفات ، والفراء يسمّيها محال ، والبصريون يسمّونها ظروفا. وقرأ ابن عيينة ورؤبة بن العجّاج (٤) (الْحَمْدُ لِلَّهِ) على المصدر وهي لغة قيس والحارث بن سامة. والرفع أجود من جهة اللفظ والمعنى ، فأما اللفظ : فلأنه اسم معرفة خبّرت عنه ، وأما المعنى: فإنّك إذا رفعت أخبرت أنّ حمدك وحمد غيرك لله جلّ وعزّ ، وإذا نصبت لم يعد حمد نفسك وحكى الفراء : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) والحمد لله (٥). قال أبو جعفر : وسمعت عليّ بن سليمان (٦) يقول : لا يجوز من هذين شيء عند البصريين. قال أبو جعفر : وهاتان لغتان معروفتان وقراءتان موجودتان في كل واحدة منهما علة ، روى إسماعيل بن عياش (٧) عن زريق عن الحسن (٨) أنّه قرأ (الْحَمْدُ
__________________
(١) انظر الإنصاف مسألة (٥) ، والبحر المحيط ١ / ١٣١.
(٢) انظر الإنصاف مسألة (٦).
(٣) انظر الإنصاف مسألة (٦).
(٤) رؤبة بن العجاج التميمي الراجز من أعراب البصرة وكان رأسا في اللغة (ت ١٤٥ ه) ، ترجمته في (السير ٦ / ١٦٢ ، ولسان الميزان ٢ / ٢٦٤ ، ومعجم الأدباء ١١ / ١٤٩).
(٥) انظر معاني الفراء ١ / ٣.
(٦) علي بن سليمان الأخفش الصغير ، أبو الحسن ، سمع ثعلبا ، والمبرد (ت ٢١٥ ه) وهو من شيوخ النحاس. ترجمته في طبقات الزبيدي ١٢٥.
(٧) إسماعيل بن عياش : أبو عتبة العنسي الحمصي ، روى عن شرحبيل بن مسلم ومحمد بن زياد (ت ١٨٢ ه) ترجمته في تذكرة الحفاظ ٢٥٣.
(٨) الحسن ، أبو سعيد ، الحسن بن أبي سعيد بن أبي الحسن بن يسار البصري ، إمام أهل البصرة ، قرأ على حطان ابن عبد الله الرقاشي وعلى أبي العالية. (ت ١١٠ ه). ترجمته في غاية النهاية ١ / ٢٣٥.