به على كتاب الله جلّ وعزّ وقد قال جلّ ثناؤه (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى) [طه : ٤٤ ، ٤٥] ونظير هذا في قوله :
(وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) [الرحمن : ٦٢] ، وقد قال جلّ ثناؤه (ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا) [المؤمنون : ٤٥].
(وَقَوْمَ نُوحٍ) في نصبه أقوال : يكون معطوفا على المضمر في (فَدَمَّرْناهُمْ) أو يكون بمعنى واذكر ، ويكون على إضمار فعل يفسّره ما بعده ، والتقدير وأغرقنا قوم نوح.
فهذه ثلاثة أقوال ، وزعم الفراء أنه منصوب بأغرقناهم ، وهذا لا يحصل لأن أغرقنا ليس ممّا يتعدّى إلى مفعولين فيعمل في المضمر وفي قوم نوح.
يكون هذا كلّه معطوفا على قوم نوح إذا كان قوم نوح منصوبا على العطف أو بمعنى واذكر ، ويجوز أن يكون هذا كلّه منصوبا على أنه معطوف على المضمر في (وَجَعَلْناهُمْ) وهو أولى لأنه أقرب إليه.
(وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) قال أبو إسحاق : وأنذر كلّا. قال : والتتبير التدمير ، ومنه قيل : لمتكسّر الزجاج تبر ، وكذلك تبر الذهب.
قيل : هذا للكفار الذين كفروا بالنبيّ صلىاللهعليهوسلم لأنهم قد أتوا على مدائن قوم لوط عليهالسلام ، وعلموا أنهم أهلكوا بكفرهم (أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً) من ينكر الأضداد يقول : يرجون على بابه لأنهم إنّما كفروا بالآخرة على دفع منهم للحقّ ليس على يقين فهم لا يرجونها ، وكان أبو إسحاق أحد من ينكر الأضداد ، وقال :
المعنى : بل كانوا لا يرجون ثواب النشور فاجترؤوا على المعاصي.
(وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ) جواب (إِذا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) لأن معناه يتّخذونك وقيل : الجواب محذوف لأن المعنى قالوا : أهذا الذي بعث هو (الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)