وعن الأشهب العقيلي (فِي الْبُقْعَةِ) بفتح الباء ، وهي لغات ، وقولهم بقاع يدلّ على بقعة ، كما يقال : جفنة وجفان ، ومن قال : بقعة قال : في الجمع بقع مثل غرفة وغرف. قال أبو إسحاق : ويجوز بقعة وبقاع مثل جفرة وجفار. قال : و (أَنْ) في موضع نصب بمعنى أنّه (يا مُوسى).
قال : (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ) عليها. (وَلَّى مُدْبِراً) على الحال. (وَلَمْ يُعَقِّبْ) أي لم يلتفت ، والتقدير قيل له (يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ) قال وهب : قيل له : ارجع إلى حيث كنت فرجع فلفّ درّاعته على يده فقال له الملك : أرأيت إن أراد الله أن يصيبك بما تحاذر أينفعك لفّك يدك فقال : لا ولكنّي ضعيف خلقت من ضعف وكشف يده فأدخلها في فم الحيّة فعادت عصا. قال (إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ) مما تحاذر.
(وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) يكون التقدير : ولّى مدبرا من الرّهب أو لفّ يده من الرّهب وعن ابن كثير والجحدريّ (مِنَ الرَّهْبِ) (١) بضم الراء والهاء ، وعن قتادة (مِنَ الرَّهْبِ) (٢) بفتح الراء وإسكان الهاء على أصل المصدر. (فَذانِكَ بُرْهانانِ) ابتداء وخبر ، ومن قرأ فذانّك (٣) فله تقديران : منها أنه ثنّى ذلك فقال : ذانّك ومن قال : ذانك وقيل : تشديد النون عوض من الألف التي حذفت من «ذا» وكذا (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) [النساء : ١٦] ، وكذا (هذانِ خَصْمانِ) [الحج : ١٩] ، وهذا القول الثاني قول أبي حاتم ، وقيل : تشديد النون للفرق بين النون التي لا تقع معها إضافة فتحذف وبين النون المحذوفة في الإضافة ، فأما فذاناك وفذانيك فلا وجه لهما.
__________________
(١) انظر مختصر ابن خالويه ١١٢ ، والبحر المحيط ٧ / ١١٢ وتيسير الداني ١٣٩.
(٢) انظر تيسير الداني ١٣٩.
(٣) انظر تيسير الداني ١٣٩ ، والبحر المحيط ٧ / ١١٣.