أي قوّيتك وعلّمتك لتبلغ عبادي أمري ونهيي.
(اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ) عطف على المضمر ، وحسن العطف عليه لمّا وكّدته.
(إِنَّهُ طَغى) أي تجاوز في الكفر.
(لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) قال أبو جعفر : قد ذكرناه (١).
قال الضحاك : يفرط يعجل ، قال : ويطغى يعتدي. قال أبو جعفر : التقدير : نخاف أن يفرط علينا منه أمر أي يبدر أمر. قال الفراء : يقال فرط منه أمر ، قال : وأفرط أسرف ، قال : وفرّط ترك. قال أبو إسحاق : أصله كلّه من التقديم.
(إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) أي أسمع كلامه ، وأرى فعله ، ولا أخلّي بينه وبينكما.
(وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) قال أبو إسحاق : أي من اتّبع الهدى سلم من سخط الله جلّ وعزّ وعذابه. قال : وليس بتحية ، قال : والدليل على ذلك إنه ليس بابتداء لقاء ، ولا خطاب. وروى زائدة عن الأعمش أنه قرأ (الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ) (٢) بفتح اللام.
(قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى) قال : كيف يحيون ويجارون أي إن هذا بعيد ، فأجابه موسى صلىاللهعليهوسلم بأن الله جلّ وعزّ يعلمهما. (قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ) وفي معناه قولان :
أحدهما أنه تمثيل مجاز ، والآخر أنه حقيقة ، وأنّ ذلك مكتوب تقرأه الملائكة فتستدلّ
__________________
(١) ذكر في إعراب الآية ١٥٢ : الأنعام.
(٢) انظر مختصر ابن خالويه ٨٧ ، وهي قراءة أبي نهيك ونصير عن الكسائي أيضا.