أعدله. وفي الحديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) [البقرة : ١٤٣] أي عدلا. قال زهير : [الوافر]
٢٩٠ ـ أرونا خطّة لا ضيم فيها |
|
يسوّى بيننا فيها السّواء (١) |
(قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) مبتدأ وخبره. قال أبو إسحاق : المعنى وقت موعدكم يوم الزينة. وقرأ الحسن (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) (٢) على الظرف. قال أبو إسحاق : أي يقع يوم الزينة (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) (أن) في موضع رفع ، يعني على قراءة من قرأ «يوم الزينة» ظرف و (أَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ) بمعنى المصدر ، فلا يعطف أحدهما على صاحبه إلا على حذف بمعنى ويوم أن يحشر الناس ، وأولى من هذا أن تكون «أن» في موضع خفض عطفا على الزينة ، و (الضُّحى) مؤنثة تصغّرها العرب بغير هاء لئلّا يشبه تصغيرها تصغير ضحوة.
(قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ) بمعنى المصدر. قال أبو إسحاق : أي الزمهم الله جلّ وعزّ ويلا ، قال : ويجوز أن يكون نداء مضافا. (فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ) (٣) جواب النهي ، وقرأ الكوفيون : (فَيُسْحِتَكُمْ) والأولى لغة أهل الحجاز ، وهذه لغة بني تميم ، قال الفرزدق : [الطويل]
٢٩١ ـ وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع |
|
من المال إلّا مسحتا أو مجلّف (٤) |
ومعنى (لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً) لا تقولوا : إنّ الذي أجيء به من البراهين سحر (وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى) أي خاب من الرحمة والثواب.
(قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) فيه ست قراءات (٥) قرأ المدنيون والكوفيون إنّ هذان
__________________
(١) الشاهد لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ٨٤ ، ولسان العرب (سوا) ، والمخصص ١٢ / ٦٠ ، وتهذيب اللغة ١٣ / ١٢٦ ، وتاج العروس (سوا).
(٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٣٧.
(٣) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٤١٩.
(٤) مرّ الشاهد رقم (٤٣٢).
(٥) انظر القراآت في كتاب السبعة لابن مجاهد ٤١٩ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٣٨ ، ومعاني الفراء ٢ / ١٨٣.