قال أبو إسحاق : (أُفٍّ لَكُمْ) (١) وأفّ وأفّ لكم. وينوّن في اللغات الثلاث ، ويقال : أفّه ومن كسر لالتقاء الساكنين قال ؛ الأصوات أكثرها مبنيّ على الكسر والفتح ؛ لأنه خفيف والضمّ اتباع ، والتنوين فرق بين المعرفة والنكرة.
(وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً) عطف على الهاء. (إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها) لأن الأرض مؤنّثة ، فأما قول الشاعر : [المتقارب]
٣٠٢ ـ فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها (٢) |
فرواه أبو حاتم
«ولا أرض أبقلت إبقالها».
كره تذكير الأرض. قال أبو جعفر :
وما في هذا ما ينكر لأنه تأنيث حقيقي. قال محمد بن يزيد : لو قلت : هدم دارك لجاز ، والكوفيون يقولون : يجوز التذكير لأنه لا علاقة فيه للتأنيث.
الأصل أقوام فألقيت حركة الواو على القاف فانقلبت الواو ألفا وحذفت لالتقاء الساكنين ، فإن أفردت ألحقت الهاء وقبح حذفها لأنها عوض مما حذف.
(وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) بمعنى : واذكر لوطا ، أو معنى وآتينا لوطا (وَنُوحاً).
(وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ) بمعنى واذكروا. ولم ينصرف «داود» لأنه اسم عجميّ لا يحسن فيه الألف واللام ، ولم ينصرف «سليمان» لأن في آخره ألفا ونونا زائدتين.
(فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ) قال أبو إسحاق : أي ففهّمنا القصّة. (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) معطوف على الجبال ، ويجوز أن يكون بمعنى مع الطير ، كما تقول :
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٢٦.
(٢) مرّ الشاهد رقم (١٥٢).