التقى الماء والخشبة. قال أبو إسحاق : ويجوز «الطير» بالرفع بمعنى يسبّحن هنّ والطير. قال (وَكُنَّا فاعِلِينَ) أي نقدر على ما نريد ، وقال غيره : المعنى وكنا فاعلين للأنبياء صلوات الله عليهم مثل هذه الآيات. (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) معطوف أي وسخّرنا لسليمان الريح ، وقرأ عبد الرحمن الأعرج ولسليمان الريح (١) بالرفع قطعه من الأول ، ورفع بالابتداء ، كما تقول :
أعطيت زيدا درهما ولعمر دينار.
(وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) (٨٢)
(مِنَ) في موضع نصب إن نصبت الريح ، ويجوز الرفع بالابتداء وإن رفعت الريح فمن في موضع رفع عطف عليها ، وإن شئت بالابتداء أيضا. و (يَغُوصُونَ) على معنى «من» ، ولو كان في غير القرآن لجاز يغوص على اللفظ.
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) لأهل التفسير في معناه قولان عن مجاهد وعكرمة بإسنادين صحيحين قالا : قيل لأيوب صلىاللهعليهوسلم ، قد آتيناك أهلك في الجنّة ، فإن شئت تركناهم لك في الآخرة ، وإن شئت آتيناك هم في الدنيا. قال مجاهد : فتركهم الله جلّ وعزّ له في الجنّة وأعطاه مثلهم في الدنيا ، وقال عكرمة : فاختار أن يكونوا له في الجنّة ويؤتي مثلهم في الدنيا ، وقال الضحاك : قال عبد الله بن مسعود : كان أهل أيوب عليهالسلام قد ماتوا إلّا امرأته فأحياهم الله جلّ وعزّ له وآتاه مثلهم معهم ، وعن ابن عباس رحمة الله عليه قال : كان بنوه قد ماتوا ، فأحيوا له وولد لهم مثلهم معهم.
(وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ) بمعنى : واذكر كذا.
قال أبو جعفر : قد ذكرنا عن سعيد بن جبير أنه قال : مغاضبا لربه جلّ وعزّ.
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٠٨ ، ومختصر ابن خالويه ٩٢.