حذف النون لأن الألف واللام بمعنى الذي ، هذا قول سيبويه (١). وقال أحمد بن يحيى : جاز النصب مع حذف النون يجريه مجرى الواحد ؛ لأنك في الواحد تنصبه فتقول : هو الآخذ درهما ، والوجه الثالث في الكلام والمقيمين الصّلاة على الأصل.
(وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ) منصوبة بإضمار فعل مثل الثاني ، وقرأ ابن أبي إسحاق والبدن(٢) بضم الباء والدال ، وكذا روي عن عيسى والحسن وأبي جعفر. وحكى الفراء أنه يقال للواحدة بدنة وبدن. قال أبو جعفر : فبدن وبدن مثل وثن ووثن ، وبدن يقال : إنه جمع الجمع أي بدنة وبدان وبدن. فإن قال قائل : فلم صار بدنة وبدن أفصح ، وخشبة وخشب أفصح ، والوزن واحد؟ فالجواب أنّ بدنة في الأصل نعت من البدانة ، وهي السمن ، وخشية ليست بنعت والنعت أولى بالتسكين ، وما ليس بنعت أولى بالحركة. ألا ترى إلى قولهم : خذلة وخذلات ، وحلوة وحلوات ، وجفنة وجفنات ، وظلمة وظلمات. (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَ) فيه ثلاثة أوجه قد قرئ بها :
قراءة العامة (صَوافَ) ، وعن الحسن والأعرج صوافي فإذا (٣) جمع صافية ، الخالصة. وعن عبد الله بن مسعود صوافن (٤) جمع صافنة. قال الفراء (٥) : الصافنة القائمة ، وحكى غيره أنها القائمة على ثلاث ، وحكى أبو عبيدة أن الصافنة التي قد جمعت رجليها ورفعت سنبكها ، وقال أبو عمر الجرمي : الصافن عرق في مقدّم الرجل فإذا ضرب على الفرس رفع رجليه (فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها) قال مقسم عن ابن عباس قال : فإذا وقعت على جنوبها.
(لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها) على تذكير الجمع ، ويقال على تأنيث الجماعة (وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى) لأن التّقوى والتّقى واحد ، ويناله على لفظ التقوى. (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) أي الذين أحسنوا في أداء ما عليهم.
__________________
(١) انظر الكتاب ١ / ٢٤٣.
(٢) انظر مختصر ابن خالويه ٩٥ ، والبحر المحيط ٦ / ٣٤٢.
(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٤٢ ، ومعاني الفرّاء ٢ / ٢٢٦. ومختصر ابن خالويه ٩٥.
(٤) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٢٦.
(٥) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٢٦.