بنفسها» (١) من هذا بعينه. وجمع أيّم أيامى وأيايم وإيام مثل جيّد وجياد ، وجمع أمة في التكسير إماء وآم ، وفي النصب رأيت آميا وإموان مثل أخ وإخوان ، لأن الأصل في أمة أموة وفي المسلّم أموات. قال أبو جعفر : وسمعت علي بن سليمان يقول : حكى هشام أميات. قال : وهذا خطأ لأنها من ذوات الواو. وقرأ الحسن والصّالحين من عبيدكم (٢) و «عبيد» اسم للجمع ، وليس بجمع مستتبّ ، والجمع المستتبّ أعبد وعباد ، ونظير عبيد في أنه اسم للجمع قولهم : معبوداء وعبدّى. قال الفراء (٣) : ويجوز والصالحين من عبادكم وإماءكم بالنصب يردّه على الصّالحين. (إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) شرط وجوابه. قيل : يغنهم بالتزويج وهذا صحيح في اللغة لأن فقيرا إنما يعرف بالإضافة فيقال : فقير إلى الطّعام ، وفقير إلى اللباس ، وفقير إلى التزويج.
(وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ) في موضع رفع بالابتداء وفي موضع نصب عند الخليل وسيبويه على إضمار فعلا لأن بعده أمرا.
(اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مبتدأ وخبره. وتقديره : الله ذو نور السّموات والأرض مثل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢]. (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) مبتدأ وخبره أيضا.
وقد ذكرنا معناه ، وقد روى شمر بن عطية (٤) عن كعب في قول الله جلّ وعزّ (مَثَلُ نُورِهِ)
__________________
(١) أخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٢٥ ، وابن ماجة في سننه باب ١١ حديث ١٨٧٠ ، والدارمي في سننه ٢ / ١٣٨ ، ومالك في الموطّأ باب ٢ الحديث رقم ٤.
(٢) وهذه قراءة مجاهد أيضا ، بالياء مكان الألف وفتح العين ، انظر البحر المحيط ٦ / ٤١٥ ، ومختصر ابن خالويه ١٠٢.
(٣) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٥١.
(٤) شمر بن عطية : روى عن أبي وائل وزرّ ، وعنه الأعمش وقيس بن الربيع ، وكان عثمانيا غاليا ، ترجمته في ميزان الاعتدال ٢ / ٢٨٠.