سورة البقرة
(فصل في فضيلتها)
(١٤) روى أبو هريرة عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، فإنّ البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشّيطان».
(١٥) وروى أبو أمامة عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «أقرأوا الزّهراوين : البقرة وآل عمران ، فإنّهما يأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان ، أو غيايتان ، أو فرقان من طير صوافّ ، اقرءوا البقرة ، فإنّ أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة». والمراد بالزّهراوين : المنيرتين. يقال لكل منير : زاهر. والغياية : كل شيء أظلّ الإنسان فوق رأسه ، مثل السّحابة والغبرة. يقال : غايا القوم فوق رأس فلان بالسيف ، كأنهم أظلّوه به. قال لبيد :
فتدلّيت عليه قافلا |
|
وعلى الأرض غيايات الطّفل |
ومعنى فرقان : قطعتان. والفرق : القطعة من الشيء. قال الله عزوجل : (فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (١). والصوّاف : المصطفّة المتضامّة لتظلّ قارئها. والبطلة : السّحرة.
(فصل في نزولها)
قال ابن عباس : هي أوّل ما نزل بالمدينة ، وهذا قول الحسن ، ومجاهد ، وعكرمة ، وجابر بن زيد ، وقتادة ، ومقاتل. وذكر قوم أنها مدنية سوى آية ، وهي قوله عزوجل : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) (٢) ، فإنها نزلت يوم النّحر بمنى في حجّة الوداع.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم (١))
فصل : وأمّا التفسير فقوله : (الم). اختلف العلماء فيها وفي سائر الحروف المقطّعة في أوائل
____________________________________
(١٤) صحيح. أخرجه مسلم ٧٨٠ والترمذي ٢٨٧٧ ، والنسائي في «الكبرى» ٦ / ١٠٨٠١.
(١٥) صحيح. أخرجه مسلم ٨٠٤ من حديث أبي أمامة.
__________________
(١) الشعراء : ٦٣.
(٢) البقرة : ٢٨١.