يوما (١) ، وقال ابن جريج : توفي بعدها بتسع ليال. وقال مقاتل : بسبع ليال.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلاَّ تَرْتابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٨٢))
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ) ، قال الزجّاج : يقال : داينت الرجل إذا عاملته ، فأخذت منه بدين ، وأعطيته. قال الشاعر (٢) :
داينت أروى والدّيون تقضى |
|
فماطلت بعضا وأدّت بعضا |
والمعنى : إذا كان لبعضكم على بعض دين إلى أجل مسمّى ، فاكتبوه ، فأمر الله تعالى بكتب الدّين والإشهاد حفظا منه للأموال وللناس من الظّلم ، لأن من كانت عليه البيّنة قلّ تحديثه لنفسه بالطمع في إذهابه. وقال ابن عباس : نزلت هذه الآية في السّلم خاصة. فإن قيل : ما الفائدة في قوله : «بدين» ، و «تداينتم» يكفي عنه؟ فالجواب : إن تداينتم يقع على معنيين : أحدهما : المشاراة والمبايعة والإقراض. والثاني : المجازاة بالأفعال ، فالأول يقال فيه : الدّين بفتح الدال ، والثاني : يقال منه : الدّين بكسر الدال. قال تعالى : (يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) ، أي : يوم الجزاء. وأنشدوا (٣) :
دنّاهم كما دانوا
فدلّ بقوله : «بدين» على المراد بقوله : «تداينتم» ، ذكره ابن الأنباريّ. فأمّا العدل فهو الحق. قال قتادة : لا تدعنّ حقا ، ولا تزيدنّ باطلا.
قوله تعالى : (وَلا يَأْبَ كاتِبٌ) ، أي : لا يمتنع أن يكتب كما علّمه الله ، وفيه قولان :
__________________
(١) أخرجه الفريابي وابن المنذر كما في «الدر» ١ / ٦٥٣ من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، وهذا إسناد ساقط كما تقدم غير مرة ، وقول ابن جريج الآتي أقرب للصواب ، وهو يوافق قول سعيد بن جبير كما في «الدر» ١ / ٦٥٣ وكذا قول مقاتل ، والله أعلم. وأثر ابن جريج ، أخرجه الطبري ٦٣١٢. وانظر «فتح الباري» ٨ / ٢٠٥.
(٢) هو رؤبة بن العجاج.
(٣) البيت من الهزج ، وهو للفند الزماني ـ شهل بن شيبان ـ كما في المعجم المفصّل ، وتمامه :
ولم يبق سوى |
|
العدوان دناهم كما دانوا. |