ترجع إلى النّصر. والثاني : إلى رؤية الجيش مثليهم. والعبرة : الدلالة الموصلة إلى اليقين ، المؤدّية إلى العلم ، وهي من العبور ، كأنه طريق يعبر به ويتوصّل به المراد. وقيل : العبرة : الآية التي يعبر منها من منزلة الجهل إلى العلم. والأبصار : العقول والبصائر.
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (١٤))
قوله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ) قرأ أبو رزين العقيليّ وأبو رجاء العطارديّ ، ومجاهد ، وابن محيصن «زين» بفتح الزاي «حبّ» بنصب الباء ، وقد سبق في «البقرة» بيان التّزيين. والقناطير : جمع قنطار ، قال ابن دريد : ليست النون فيه أصلية ، وأحسب أنه معرّب. واختلف العلماء : هل هو محدود أم لا؟ فيه قولان :
أحدهما : أنه محدود ، ثم فيه أحد عشر قولا :
(١٥٧) أحدها : أنه ألف ومائتا أوقيّة ، رواه أبيّ بن كعب عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وبه قال معاذ بن جبل ، وابن عمر ، وعاصم بن أبي النّجود ، والحسن في رواية.
(١٥٨) والثاني : أنه اثنا عشر ألف أوقية ، رواه أبو هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعن أبي هريرة كالقولين ، وفي رواية عن أبي هريرة أيضا : اثنا عشر أوقيّة.
(١٥٩) والثالث : أنه ألف ومائتا دينار ، ذكره الحسن عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ورواه العوفيّ عن ابن عباس.
والرابع : أنه اثنا عشر ألف درهم ، أو ألف دينار ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وروي عن الحسن ، والضّحّاك ، كهذا القول ، والّذي قبله. والخامس : أنه سبعون ألف دينار ، روي عن ابن عمر ، ومجاهد. والسادس : ثمانون ألف درهم ، أو مائة رطل من الذّهب ، روي عن سعيد بن المسيّب ، وقتادة. والسابع : أنه سبعة آلاف دينار ، قاله عطاء. والثامن : ثمانية آلاف مثقال ، قاله السّدّيّ. والتاسع : أنه ألف مثقال ذهب أو فضّة ، قاله الكلبيّ. والعاشر : أنه ملء مسك ثور ذهبا ، قاله أبو نضرة ، وأبو عبيدة. والحادي عشر : أن القنطار : رطل من الذّهب ، أو الفضّة ، حكاه ابن الأنباريّ.
____________________________________
(١٥٧) أخرجه الطبري ٦٦٩٨ وإسناده ضعيف جدا. له علتان : علي بن زيد وعنه مخلد بن عبد الواحد ، وهذا الأخير منكر الحديث جدا ، والأول ضعيف. وقد رجح ابن كثير رحمهالله فيه الوقف ١ / ٣٥٩ فقد ورد عن جماعة من الصحابة موقوفا. وشدة الاختلاف في ذلك يدل على عدم صحة المرفوع أصلا ، وانظر مزيد الكلام عليه في تفسير ابن كثير بتخريجي عند هذه الآية. وانظر «تفسير الشوكاني» ٤٧٦.
(١٥٨) أخرجه الترمذي ٣٠٢٣ والحاكم ٢ / ٣٠٠ والطبري ٨٣٦٨ وعبد الرزاق في «تفسيره» ٤٩٨ والواحدي ٢٨٥ من حديث أم سلمة ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي. وهو حديث حسن. قال عبد الرزاق في روايته ، وكذا الترمذي والطبري : عن عمرو بن دينار عن رجل من ولد أم سلمة. وأما الواحدي فقال : عن سلمة بن عمر رجل من ولد أم سلمة. وصححه الألباني وأورده في صحيح الترمذي ، والله أعلم.
(١٥٩) ضعيف جدا. أخرجه الطبري ٦٦٩٩ عن الحسن مرسلا ، ومع إرساله مراسيل الحسن واهية ، وكرره الطبري ٦٧٠٠ عن الحسن قوله ، وهو الصحيح.