قوله تعالى : (إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ) قال ابن عباس : يعني من اتّخاذ الكافرين أولياء.
(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (٣٠))
قوله تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً) قال الزّجّاج : نصب «اليوم» بقوله : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) في ذلك اليوم. قال ابن الأنباريّ : يجوز أن يكون متعلّقا بالمصير ، والتقدير : وإلى الله المصير يوم تجد. ويجوز أن يكون متعلّقا بفعل مضمر ، والتقدير : اذكر يوم تجد. وفي كيفية وجود العمل وجهان : أحدهما : وجوده مكتوبا في الكتاب. والثاني : وجود الجزاء عليه. والأمد : الغاية. قال الطّرمّاح :
كلّ حي مستكمل عدة العم |
|
ر ومود إذا انقضى أمده |
يريد : غاية أجله.
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١))
قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي) ، في سبب نزولها أربعة أقوال :
(١٧٢) أحدها : أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وقف على قريش ، وقد نصبوا أصنامهم. فقالوا : يا محمّد إنما نعبد هذه حبّا لله ، ليقرّبونا إلى الله زلفى ، فنزلت هذه الآية ، رواه الضحّاك عن ابن عباس.
(١٧٣) والثاني : أن اليهود قالوا : نحن أبناء الله وأحبّاؤه ، فنزلت هذه الآية ، فعرضها النبيّ صلىاللهعليهوسلم عليهم ، فلم يقبلوها ، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
(١٧٤) والثالث : أن ناسا قالوا : إنّا لنحبّ ربّنا حبّا شديدا ، فأحبّ الله أن يجعل لحبّه علما ، فأنزل هذه الآية ، قاله الحسن ، وابن جريج.
(١٧٥) والرابع : أن نصارى نجران ، قالوا : إنما نقول هذا في عيسى حبّا لله وتعظيما له ، فنزلت هذه الآية ، ذكره ابن إسحاق عن محمّد بن جعفر بن الزّبير ، واختاره أبو سليمان الدّمشقيّ.
(قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٣٢))
____________________________________
(١٧٢) باطل. لا أصل له عن ابن عباس ، فالضحاك لم يلق ابن عباس وهو بدون إسناد كما ذكره الواحدي في «الوسيط» ١ / ٤٢٩ من رواية الضحاك عن ابن عباس فلا حجة فيه وهو منكر ، وعزاه في «الأسباب» ٢٠٣ لابن عباس من طريق جويبر عن الضحاك وجويبر ابن سعيد ، وهو متروك. ليس بشيء. ثم إن هذه السورة مدنية ، والحديث يدل على أن ذلك كان في مكة؟!.
(١٧٣) لا أصل له. ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٢٠٤ عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، وهذا إسناد ساقط. الكلبي متهم بالكذب ، وأبو صالح متروك في روايته عن ابن عباس.
(١٧٤) أخرجه الطبري ٦٨٤٠ عن الحسن ، ومراسيل الحسن واهية. وورد من مرسل ابن جريج ، أخرجه برقم ٦٨٤٢ ومراسيل ابن جريج ساقطة.
(١٧٥) ضعيف. أخرجه الطبري ٦٨٤٤ هكذا مرسلا عن محمد بن جعفر ، وذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٢٠٥ عن محمد بن جعفر بن الزبير.