زاد المسير في علم التفسير [ ج ١ ]

البحث

البحث في زاد المسير في علم التفسير

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

زاد المسير في علم التفسير [ ج ١ ]

زاد المسير في علم التفسير

زاد المسير في علم التفسير [ ج ١ ]

تحمیل

شارك

قوله تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) ، في سبب نزولها ثلاثة أقوال :

(١٧٦) أحدها : أن عبد الله بن أبيّ قال لأصحابه : إن محمدا يجعل طاعته كطاعة الله ، ويأمرنا أن نحبّه كما أحبّت النّصارى عيسى ابن مريم ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس.

(١٧٧) والثاني : أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا اليهود إلى الإسلام ، فقالوا : نحن أبناء الله وأحبّاؤه ، ونحن أشدّ حبّا لله ممّا تدعونا إليه ، فنزلت (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ) ونزلت هذه الآية ، هذا قول مقاتل. والثالث : أنها نزلت في نصارى نجران (١) ، قاله أبو سليمان الدّمشقيّ.

(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣))

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ) ، قال ابن عباس : قالت اليهود : نحن أبناء إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، ونحن على دينهم ، فنزلت هذه الآية. قال الزجّاج : ومعنى اصطفاهم في اللغة : اختارهم ، فجعلهم صفوة خلقه ، وهذا تمثيل بما يرى ، لأن العرب تمثّل المعلوم بالشيء المرئي ، فإذا سمع السّامع ذلك المعلوم كان عنده بمنزلة ما يشاهد عيانا ، فنحن نعاين الشيء الصّافي أنه النقي من الكدر ، فكذلك صفوة الله من خلقه. وفيه ثلاث لغات : صفوة ، وصفوة ، وصفوة. وأمّا آدم فعربيّ وقد ذكرنا اشتقاقه في «البقرة». وأما نوح ، فأعجميّ معرّب ، قال أبو سليمان الدّمشقيّ : اسم نوح : السّكن ، وإنما سمي نوحا ، لكثرة نوحه. وفي سبب نوحه خمسة أقوال : أحدها : أنه كان ينوح على نفسه ، قاله يزيد الرّقاشيّ. والثاني : أنه كان ينوح لمعاصي أهله ، وقومه. والثالث : لمراجعته ربّه في ولده. والرابع : لدعائه على قومه بالهلاك. والخامس : أنه مرّ بكلب مجذوم ، فقال : اخسأ يا قبيح ، فأوحى الله إليه : أعبتني يا نوح أم عبت الكلب؟

وفي آل إبراهيم ثلاثة أقوال : أحدها : أنهم من كان على دينه ، قاله ابن عباس ، والحسن. والثاني : أنهم إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، قاله مقاتل. والثالث : أن المراد ب «آل إبراهيم» هو نفسه ، كقوله : (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ) (٢) ، ذكره بعض أهل التفسير. وفي «عمران» قولان : أحدهما : أنه والد مريم ، قاله الحسن ووهب. والثاني : أنه والد موسى وهارون ، قاله مقاتل.

وفي «آله» ثلاثة أقوال : أحدها : أنه عيسى عليه‌السلام ، قاله الحسن. والثاني : أن آله موسى وهارون ، قاله مقاتل. والثالث : أن المراد ب «آله» نفسه ، ذكره بعض المفسّرين. وإنما خصّ هؤلاء بالذّكر ، لأن الأنبياء كلّهم من نسلهم.

وفي معنى اصطفاء هؤلاء المذكورين ثلاثة أقوال : أحدها : أن المراد اصطفى دينهم على سائر

____________________________________

(١٧٦) هو مكرر الحديث ١٧٣ ، وإسناده ساقط. وليس في هذا الأقوال شيء صحيح ولا حسن ، ولا يلزم في كل آية وجود سبب لنزولها كما يظنه الكلبي ومقاتل وجويبر وغيرهم ، وعامة ما يرويه هؤلاء موضوع.

(١٧٧) عزاه المصنف لمقاتل ، وهو ابن سليمان حيثما أطلق ، وهو متروك كذاب.

__________________

(١) هو المتقدم برقم ١٧٥.

(٢) البقرة : ٢٤٨.