سورة طه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (٣) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (٤) الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (٦) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (٧) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (٨))
وهي مكيّة كلّها بإجماعهم. وفي سبب نزول (طه) ثلاثة أقوال :
(٩٦٩) أحدها : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يراوح بين قدميه ، يقوم على رجل ، حتى نزلت هذه الآية ، قاله عليّ رضي الله عنه.
(٩٧٠) والثاني : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لمّا نزل عليه القرآن صلّى هو وأصحابه فأطال القيام ، فقالت قريش : ما أنزل هذا القرآن على محمّد إلّا ليشقى ، فنزلت هذه الآية ، قاله الضّحّاك.
والثالث : أنّ أبا جهل ، والنّضر بن الحارث ، والمطعم بن عديّ ، قالوا يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنك لتشقى بترك ديننا ، فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل (١).
وفي «طه» قراءات. قرأ ابن كثير ، وابن عامر : «طه» بفتح الطاء والهاء. وقرأ حمزة ، والكسائيّ ، وأبو بكر عن عاصم : بكسر الطاء والهاء. وقرأ نافع : «طه» بين الفتح والكسر ، وهو إلى الفتح أقرب ؛ كذلك قال خلف عن المسيّبي. وقرأ أبو عمرو : بفتح الطاء وكسر الهاء وروى عنه عباس مثل حمزة. وقرأ ابن مسعود ، وأبو رزين العقيلي ، وسعيد بن المسيّب ، وأبو العالية : بكسر الطاء وفتح الهاء. وقرأ الحسن «طه» بفتح الطاء وسكون الهاء ، وقرأ الضّحّاك ، ومورّق العجلي : «طه» بكسر الطاء وسكون الهاء. واختلفوا في معناها على أربعة أقوال (٢) : أحدها : أنّ معناها : يا رجل ، رواه العوفيّ عن ابن
____________________________________
(٩٦٩) أخرجه البزار ٢٢٣٢ «كشف» وقال الهيثمي في «المجمع» ١١١٦٥ : فيه يزيد بن بلال. قال البخاري : فيه نظر. وكيسان بن عمرو ، وثقه ابن حبان ، وضعفه ابن معين ، وبقية رجاله رجال الصحيح اه. فالخبر غير قوي ، وهو إلى الضعف أقرب. وانظر «تفسير الشوكاني» ١٥٩١ بتخريجنا.
(٩٧٠) واه بمرة. أخرجه الواحدي في «أسباب النزول» ٦١٤ عن الضحاك مرسلا ، ومع إرساله مراسيل الضحاك واهية ، والراوي عنه جويبر بن سعيد ، وهو متروك الحديث ، فالخبر لا شيء.
__________________
(١) باطل. ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٦١٣ عن مقاتل بدون سند ، ومقاتل متهم ، والمتن باطل.
(٢) قال الطبري رحمهالله في «تفسيره» ٨ / ٣٩٠ : والذي هو أولى بالصواب عندي من الأقوال فيه : قول من قال :