سورة النّور
وهي مدنيّة كلّها بإجماعهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢) الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (٣))
(١٠٢٠) روى أبو عبد الله الحاكم في صحيحه من حديث عائشة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا تنزلوهنّ الغرف ولا تعلّموهنّ الكتابة ، وعلّموهنّ الغزل وسورة النّور» ، يعني : النّساء.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قوله تعالى : (سُورَةٌ) قرأ الجمهور بالرّفع. وقرأ أبو رزين العقيلي ، وابن أبي عبلة ، ومحبوب عن أبي عمرو : «سورة» بالنصب. قال أبو عبيدة : من رفع ، فعلى الابتداء. وقال الزّجّاج : هذا قبيح ، لأنها نكرة ، و (أَنْزَلْناها) صفة لها ، وإنما الرّفع على إضمار : هذه سورة ، والنّصب على وجهين : أحدهما على معنى : أنزلنا سورة والثاني على معنى : أتل سورة.
قوله تعالى : (وَفَرَضْناها) قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالتشديد. وقرأ ابن مسعود وأبو عبد الرّحمن السّلمي والحسن وعكرمة والضّحّاك والزّهري ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائيّ وأبو جعفر وابن يعمر والأعمش وابن أبي عبلة بالتّخفيف. قال الزّجّاج : من قرأ بالتشديد فعلى وجهين : أحدهما :
على معنى التّكثير ، أي إنّنا فرضنا فيها فروضا. والثاني : على معنى : بيّنّا وفصّلنا ما فيها من الحلال والحرام ؛ ومن قرأ بالتّخفيف ، فمعناه : ألزمناكم العمل بما فرض فيها. وقال غيره : من شدّد ، أراد : فصّلنا فرائضها ، ومن خفّف ، فمعناه : فرضنا ما فيها.
قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) القراءة المشهورة بالرّفع. وقرأ أبو رزين العقيلي ، وأبو الجوزاء ، وابن
____________________________________
(١٠٢٠) موضوع. أخرجه الحاكم ٢ / ٣٩٦ والبيهقي في «الشعب» ٢٤٥٣ من حديث عائشة وفيه عبد الوهّاب بن الضحاك ، وهو متروك متهم ، ومع ذلك ، صححه الحاكم! لكن تعقّبه الذهبي بقوله : بل موضوع ، وآفته عبد الوهّاب. قال أبو حاتم : كذاب اه. وأخرجه الخطيب ١٣ / ٢٢٤ ومن طريقه ابن الجوزي والواحدي في «الوسيط» ٣ / ٣٠٢ والبغوي في «التفسير» ٣ / ٣٦٠ من طريقين عن محمد بن إبراهيم الشامي ، وإسناده ساقط ، فيه محمد بن إبراهيم الشامي ، قال عنه الذهبي في «الميزان» ٣ / ٤٤٥ ـ ٤٤٦ : قال الدار قطني : كذاب ، وقال ابن حبان : يضع الحديث ، ثم ذكر الذهبي أحاديث ومنها حديث الباب هذا ، وقال : صدق الدار قطني. وورد من حديث ابن عباس أخرجه ابن عدي ٢ / ١٥٣ ومن طريقه ابن الجوزي ٢ / ٢٦٨ وفيه جعفر بن نصر أعله ابن عدي به ، وقال : حدّث عن الثقات بالبواطل ، وله موضوعات. وانظر «تفسير الشوكاني» ١٧٢٤ بتخريجنا.