سورة الرّوم
وهي مكّيّة كلّها بإجماعهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥))
قوله تعالى : (غُلِبَتِ الرُّومُ).
(١٠٩٧) ذكر أهل التفسير في سبب نزولها أنه كان بين فارس والرّوم حرب فغلبت فارس الرّوم ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، فشقّ ذلك عليهم ، وفرح المشركون بذلك ، لأنّ فارس لم يكن لهم كتاب وكانوا يجحدون البعث ويعبدون الأصنام ، والرّوم أصحاب كتاب ، فقال المشركون لأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّكم أهل كتاب ، والنّصارى أهل كتاب ، ونحن أمّيّون ، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الرّوم ، فإن قاتلتمونا لنظهرنّ عليكم ، فنزلت هذه الآية ، فخرج بها أبو بكر الصّديق إلى المشركين ، فقالوا : هذا كلام صاحبك؟ فقال : الله أنزل هذا ، فقالوا لأبي بكر : نراهنك على أنّ الرّوم لا تغلب فارس ، فقال أبو بكر : البضع ما بين الثلاث إلى التّسع ، فقالوا : الوسط من ذلك ستّ ، فوضعوا الرّهان ، وذلك قبل أن يحرّم الرّهان ، فرجع أبو بكر إلى أصحابه فأخبرهم ، فلاموه وقالوا : هلّا أقررتها كما أقرّها الله تعالى؟! لو شاء أن يقول : ستا ، لقال! فلمّا كانت سنة ستّ ، لم تظهر الرّوم على فارس ، فأخذوا الرّهان ، فلمّا كانت سنة سبع ظهرت الرّوم على فارس.
(١٠٩٨) وروى ابن عباس قال : لمّا نزلت : (الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ) ناحب أبو بكر قريشا ، فقال له
____________________________________
(١٠٩٧) حديث صحيح بشواهده ، دون بعض ألفاظ سأذكرها منكرة ليس لها شواهد. أخرجه الترمذي ٣١٩٤ من طريق إسماعيل بن أويس عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم به.
وإسناده لين ، إسماعيل بن أبي أويس ، وثقه قوم وضعفه آخرون. وقد تفرد في هذا الحديث بألفاظ منها «فأخذ المشركون رهن أبي بكر» غريب ، فعامة الروايات تذكر الخطر ، من غير بيان أنه أبو بكر أو أخذه المشركون.
على أنه ورد من حديث البراء أن أبا بكر هو أخذ الرهن. وقد ذكر الألباني هذا الحديث في «صحيح الترمذي» ٢٥٥٢ فحسنة من غير تفصيل وبيان لما فيه من ألفاظ غريبة أو منكرة ، والله الموفق. وانظر «فتح القدير» ١٩٠٢ و «تفسير القرطبي» ٤٨٩٠ و «أحكام القرآن» ١٧٣٨ بتخريجنا ، والله أعلم.
(١٠٩٨) صحيح. أخرجه الترمذي ٣١٩١ والطبري ٧٨٦٦ عن ابن عباس ، وهو مختصر ، وإسناده غير قوي لأجل